السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الأشهر الحرم .
( الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ) .
ما هي الأشهر الحرم ؟
ولماذا سُميت بهذا الاسم ؟
وهل الحرمة لبلد معين، أو شيء معين ؟ [1]
الأشهر الحرم هي أربعة:
رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ؛
فشهر مفرد، وهو رجب ، والبقية متتالية، وهي : وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .
والظاهر أنها سميت حرماً ؛ لأن الله حرم فيها القتال بين الناس؛ فلهذا قيل لها حرم ؛
جمع حرام.
كما قال الله جل وعلا:
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } [2] ،
وقال تعالى:
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ } [3] ،
فدل ذلك على أنه محرم فيها القتال، وذلك من رحمة الله لعباده؛ حتى يسافروا فيها،
وحتى يحجوا ويعتمروا.
واختلف العلماء : هل حرمة القتال فيها باقية ، أو نسخت ؟ على قولين:
الجمهور:
على أنها نسخت، وأن تحريم القتال فيها نُسخ.
وقول آخر:
أنها باقية ولم تُنسخ، وأن التحريم فيها باقٍ ولا يزال، وهذا القول أظهر من جهة الدليل .
[1] نشرت في مجلة (التوعية الإسلامية) العدد التاسع عام 1401هـ.
[2] سورة التوبة، الآية 36.
[3] سورة البقرة، الآية 217.
=====================
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها :
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
التوبة/36 ,
وروى البخاري (4662) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ,
وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .
وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :
1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر
فقال :
{ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
التوبة/36
, مع أن ارتكاب المعصية محرم و منهي عنه
في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً .
قال السعدي رحمه الله (ص 373) :
قال تعالى :
{ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
يحتمل أن الضمير يعود إلى الاثني عشر شهرا ,
وأن اللّه تعالى بَيَّن أنه جعلها مقادير للعباد , وأن تعمر بطاعته ,ويشكر اللّه تعالى على مِنَّتِهِ بها ,
وتقييضها لمصالح العباد , فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها .
ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحرم , وأن هذا نهي لهم عن الظلم فيها خصوصاً ،
مع النهي عن الظلم كل وقت , لــزيادة تحريمها , وكون الظلم فيها أشد منه في غيرها "
انتهى
هل السيئة تتضاعف في شهر رجب ؟
( الشيخ عبدالرحمن السحيم )
السيئات لا تتضاعف لا في شهر رجب ولا في غيره من الأشهر ،
وإنما تعظُم السيئة في الأشهر الْحُرُم ،
وفي البلد الْحَرَام .
قال الله عَزّ وَجَلّ :
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } .
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
{ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
في كُلِّهن ، ثم اخْتَصّ من ذلك أربعة أشهر فَجَعَلَهن حَرَامًا ،
وعَظَّم حُرُمُاتِهِنّ ، وجَعَلَ الذَّنْب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر أعظم
وقال قتادة : الظُّلْم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووِزْرًا مِن الظُّلْم في سواها .
إخراج الزكاة في شهر رجب ؟
( الشيخ عبدالرحمن السحيم )
لا يجوز تخصيص رجب بصيام ولا بصلاة ولا بِعمرة ، ولا بإخراج زكاة ،
إلاّ إذا وافقت عملا كان يعمله المسلم في غير شهر رجب .
حكم العمرة في شهر رجب ؟
( الشيخ عبدالرحمن السحيم )
لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رَجب .
ولا يجوز تخصيص رجب بصيام ولا بصلاة ولا بِعمرة ،
إلاّ إذا وافقت عملا كان يعمله المسلم في غير شهر رجب .
هل لشهر رجب مزية على غيره ؟
( الشيخ عبدالرحمن السحيم )
النبي صلى الله عليه و على آله وسلم أدرك هذا الشهر . أليس كذلك ؟
هل زاد فيه على غيره ؟
لا . إذا لم يزد فيه على غيره فليس من حقنا أن نقول إنه شهرٌ محرم نزيد فيه على غيره ؛
لأننا نحن متّبعون ولسنا مبتدعين .
ولو أن إنساناً اتّبع - فيما يتقرّب فيه إلى الله - اتّبع ذوقـه أو اتّبع رأيه لأصبح بلا دِيْن ،
لأنه إنما يتّبع هواه
لقوله تعالى :
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .
إذاً علينا أن لا نخص شهر رجب إلا بما خصّـه الله به ورسوله ،
أنّه شهر محرم يتأكّد فيه اجتناب المحرمات ،
وأنه لا يحل فيه القتال مع الكفار ، فإنه شهرٌ محرم ،
والأشهر الحُرُم لا قتال فيها إلا إذا بدؤونا بالقتال ،
أو كان ذلك سلسلة قتالية امتدّت إلى الشهر المحرم .
======================
ما هي صلاة الرغائب ؟ وهل تُشرَع إقامتُها في شهرِ رجب ؟
( الشيخ عبدالرحمن السحيم )
لا أصل لها ، بل هي صلاة مُبتَدَعة ، والحديث الوارد فيها مكذوب .
وأوْرَد ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " بعض ما رُوي فيها ،