بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
يقول الله سبحانه و تعالى فى القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
"و من يتقى الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب"
صدق الله العظيم
صدق ربى الكريم
ان المتامل فى هذه الايه الكريمه يجد ان تقوى الله من مصلحه العبد اولا فلا يضير الله سبحانه و تعالى شياء من ان يعصى العبد فهو فى غنى عنه و لكن تقوى الله من مصلحه العبد نفسه فان تقوى الله من شأنها ان تحل للعبد ما قد يواجهه من كيد الاخرين و ظلمهم فيجعل الله له مخرجا و ملاذ و ملجأ من كل ما قد يواجهه من باطل كما لا تنسى ان الله يزيده على ذلك ان يرزقه من حيث لا يدرى و ياتى الرزق فى هذه الايه للدلاله على ان اكثر ما يحب العبد فى الدنيا هو المال و قد يدفعه حرصه على المال الى المعصيه او الذلل و لكن الله موجود هو الرازق و هو مالك الملك العاطى الوهاب يهب من يشاء بغير حساب فلا تعتقد انك مضطر الى عمل شئ حرام من اجل ان تحافظ على رزقك و قوت عيالك ..لا .. لا .. لا
ان الله سبحانه و تعالى هو الرزاق و هو من بيده مفاتيح الارزاق و خزائنه فى الغيب لا تنفد و لا تحصى فتذكر الله و اتقى الله و لا تحزن او تخاف على رزق بل احزن على معصيه الله و اندم على معصيه الله فهذا هو الندم الحقيقى و لا تخشى على رزقك فانت تعمل و تكدح من اجل قدر معين من المال من عمل خاص و لكن الله سبحانه و تعالى العاطى الوهاب يرزقك من اماكن اخرى لا تعلمها و لا تدرى عنها شياء و يرزقك باكبر و اعظم مما تتوقع هذا لانك اتقيت الله لانك تمسكت بالحق و الله هو الحق و تمسكك بالحق هو فى اصله و قرارة ذاته تمسك بالله سبحانه و تعالى فلا تخشى صديقى و صديقتى من قول الحق فانت لا تخشى ان يتهمك احد يوما ما بالكذب او الغش او انك تواطات فى خطا ما فانت على الحق فلا تخشى الا الحق سبحانه و تعالى و تذكر معى اخى و اختى قول امام الموحدين العابدين الصادق الامين محمد صلى الله عليه و سلم يعلمنا درسا مهما فى التقوى و فى خشيه الله و فى قول الحق عندما خاطب الصحابى الجليل عبد الله بن العباس و كان لا زال غلاما فيعلمه فى صغره و نشاته الاساس السليم لتقوى الله سبحانه و تعالى فيقول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم له
يا غلام الا اعلمك كلمات
احفظ الله يحفظك .. احفظ الله تجده تجاهك .. اذا سالت فاسال الله و اذ استعنت فاستعن بالله .. و اعمل انه لو اجتمع اهل الارض على ان ينفعوك بشئ لم يكتبه الله لك ما استطاعوا و لو اجتمع اهل الارض على ان يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك ما استطاعوا.. جفت الاقلام و طويت الصحف
صدق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
نعم ان هذا هو الامر كله اذا تدبرت كلمات هذا الحديث تجد انها شملت كل شئ فى امور دينك و دنياك و مطالب دينك فى دنياك و هى ان تراقب الله و لا تخشى سواه و لا تسال غيره و ان تحافظ على حدوده فى السر و العلانيه ولا تخشى لومه لائم فى الحق و لا بطش احد حتى و لو كان اهل الارض كلهم كما لا تنذل الى احد حتى و لو كان اهل الارض كلهم فلا تملك نفس لنفس شياء و الله سبحانه و تعالى لا يشرك فى حكمه احدا
اللهم اهدنا الى الحق بالحق على الوجه الاحق و اجعلنا هداة للحق و اجعلنا من المنصورين بالحق انك انت الله الحق و الحمد لله رب العالمين
تحياتي
بنت الإمــــــــــارات
العرض الشجري
