لن أكتب لك أكثر
سأترك الحروف تستلقي
فوق الدفتر ...
لن أقحم الكلمات بألاوزان
لن اعري جسد المشاعر
في سوق النخاسة
لن أستبدل الأريج بالدخان ...
لن أكتب لك أكثر
وأستنهض قلماً جف فيه المداد
وليلآً تمادى فيه السواد
البحور أدمت معصم الشعر
قصائد بلا أجراس
بوح بلا إحساس
والسوق تنشد الحياة
والشعر يعلن الحداد ...
سعاد وماأدراك ماسعاد
فرس بين الخيول
سقطت في الوحول
فقدت رائحة العنبر
وطعم البلح والسكر ...
العطور تتسابق في ملعب الزمن
والجماهير تصفق للقوارير
وأشباه العاشقين
وأنا أنتظر فوز الأحلام
على السنين
هزيمة الألماس
على يد الياسمين ...
سأنزع من رسائلي العنوات
وأخاطبك بلغة الألوان
سأرسم لك لوحة
ربما الريشة أبلغ
والظلال أصدق
ربما الأشقر في عينيك
أوسم من الأسمر ...
وقميص الحرير
يملأ برواز الوزير
يصعد على سلم الأرقام
وترحل الخيام
إذا حلت القصور
ويبقا الحنين ...
الشعر ماهو الشعر
في سطوة الذهب
في تبجح النسب
في تفاقم الجنون
على سطح العيون
وهجرة النوارس من الشرق للغرب
وتراشق الشمال والجنوب ...
الحب مؤجل ... السهد مغيب
حتى تنجلي غيوم الظنون
حتى تطفح مياه السدود
والأحمر يستأذن الأخضر
حتى تعود النقاط للحروف
والإعتبار للغة
والهيبة للدواوين ...