بقلم الكاتب / ياسر الجنيد
------------------------------------------------------------------
سيدي الرئيس ...
عفواً سيدي الشهيد ...
اسمح لي أن أنقلك في البداية إلى الماضي البعيد إلى غياهب التاريخ إلى حيث هوت الدولة الاسلامية وخلافة المسلمين .. إلى ذلك الزمان الذي دمرت فيه المآذن وهدمت فيه المنازل .. واستبيحت فيه الدماء الطاهرة على أيدي المغول وبمؤامرة رخيصة قادها مندس حقير يمجد إلى يومنا هذا في شريعة الصفوين كما مجدوا قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. نعم يا سيدي لقد تآمروا عليك وحاكموك على مذهب الكفر والنفاق تحت مظلة نصرانية يستظلون بها كما استظلوا بمظلة المغول .. فهم لا يمانعون في التعاون مع الشيطان نفسة لقاء قتل مسلم موحد متبع لدينه الحق أو تشريدهم أو التنكيل بهم والتآمر على دولهم وهذا ما شاهدناه على مر التاريخ ونلمسه في هذا الوقت ليكون دليلا جليا لكل المسلمين الذين لم يتعرفوا على هولاء من خلال المراجع والاحداث التاريخية ...
سيدي الشهيد ..
وانت في طريقك إلى مثواك الاخير رأيتهم يرقصون فرحا .. ويتغنون طربا .. ويتبادلون التهاني ابتهاجا بعيدهم وبمقتلك على أيديهم ولا شك أن هذا نصرا وانتصارا لهم لقد قتلوا رمزا من رموز الاسلام في يوم عيدهم ( وأعني عيد المسلمين ) وقائدا مجاهدا ضد عبدة القبور والاضرحة والمتآمرين على قتله في زمن الحرب .. فليفرحوا وليهنئوا بانتصارهم وليمجدوا أمريكا التي أذنت لهم بشنقه وعبدت لهم الطريق لقتل المسلمين الصامدين في بغداد والعراق عموما ...
سيدي الشهيد .. ايها الحر في زمن العبيد
يا من قدم قربانا لاسياد العبيد .. ورقص على انغام شهادته حفنة من اشباه الرجال التابعين لدولة الفرس المؤتمرون بأمر أمريكا .. وهم يتشدقون بقدرتهم على إدارة دولة اسلامية عربية استقت الكرامة في تعاليمها والاباء والشموخ من مصادرها .. انهم اذناب واحذية سيتم خلعها في الوقت التي يقرر فيه السيد ذلك فهم لايملكون من القرار الا تنفيذه .. ولا يحق لهم التفكير .. مجرد التفكير بقرار يمس سيادة المحتل .. نعم نحن في زمن الاستعمار الجديد .. وهم يتحدثون عن زمن الديمقراطية .. نحن في زمن الجاهلية .. وهم يتحدثون عن عدالة الائمة والاولياء رضوان الله عليهم .. وهم منهم براء .... يتحدثون عن عروبة العراق ... والعراق مسرحا لعملاء فارس .. يتحدثون عن زمن العدالة .. ولا وجود الا لعدالة المصالح الأمريكية وعملائهم ...
سيدي الرئيس ...
إنني لا ابرئك ولا ادينك ولكني ارفض أن تحاكم بطريقة ( الاراجوز ) امريكية القرار عراقية الصورة .. صفوي التنفيذ .... ومع أنك ترقد الآن الا انني استبيحك عذرا فانا لن احزن ولن اطلق العنان لعاطفتي تجاهك .. لانك يا سيدي شهيد قاد شعبه لقمع المطامع الفارسية .. قدت شعبك وارتقيت بهم لقمة الكرامة والشموخ العربي عندما رفضت الهيمنة الامريكية وهذا حال الشرفاء .. نعم انتهى بك المطاف مشنوقا .. ولكنك ما زلت بطلا شريفا فهنيئا لك وهنيئا للعرب والمسلمين بك ... ارقد يا سيدي الشهيد ويا سيدي الرئيس .. ويا سيدي المشنوق قرير العين مرفوع الهامة حتى وانت في قبرك الطاهر والذي أسأل الله ان يكون روضة من رياض الجنة وان تبعث مع الشهداء والصديقين ... فما انت الا رجلا عرف الاسلام الحق الخالي من الاباطيل والخزعبلات موحدا بالله ومؤمنا برسوله صلى الله عليه وسلم وبالقرءان العظيم غير مشركا تلفظت بالشهادتين بآخر لحظات حياتك .. فمن يزايد على ذلك ومن يفتي بغير ذلك الا من ابتعدوا عن الحق وتبنوا رضى الكفر عليهم ...
سيدي الشهيد ....
بعد ان كنت قائدا حتى في زنزانتك ... وانتقلت الى مثواك الاخير قائدا .. الا انني ابشرك بولادة بطل جديد هذه المرة خارج الزنزانة يقود امة العراق الى النصر والتحرير .. هذا ما اخبرنا به التاريخ فما ان يموت بطلا .. يولد بطل اخر ... (( وتلك الايام نداولها بين الناس )) آل عمران ( 140 ) .
*********************
لحفظ الأمانة الادبية : تم النقل
العرض العادي
