بقلم: مشعل السديري- محطات القوافل- جريدة عكاظ- الثلاثاء - 16-8-1423
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------1423
العنوان هو: ومن المكياج ما قتل, على وزن (ومن الحب ما قتل), طبعاً (المكياج) كلكم تعرفونه- خصوصاً النساء-, أما من لا يعرفه, ولم يسمع عنه -وغالباً سوف يكون من الرجال- (فأمه داعية له), ويا حظه على راحة باله.. فلم يأت لهذا العالم من الأصباغ, والبودرات, والكريمات, والأرواج, والمونيكيرات, والأكحال, والمَسْكرات, والباروكات, وكذلك من النتف, والتيتانو, والشد والحشو, والكحت, والتلميع, والتقليم, والكي, والوشم, والعدسات اللاصقة بجميع الألوان.. أقول إنه لم يأت لهذا العالم, من كل ذلك (الهيلمان) الذي ذكرته, سوى (ضيق التنفس) أحياناً, صحيح أنه في أحيان أخرى مع ذلك الهيلمان, يصبح لون العالم (وردياً, أو بمبياً, أو ...), ولكن العبرة دائماً بالنتائج النهائية.
وإليكم ما حصل لأختنا من السودان العزيز, فتلك الأخت كانت عروسة, وفي ,عز عز شبابها -ياختي عليها-.. وبما انها كانت تنشد الجمال بشكل كاسح, فقد بالغت بمكياجها, في ليلة دخلتها, لكي تكون أمّورة ولهلوبة, وتملأ العين وغير العين كذلك.
وقد ذكرت صحيفة (أخباراليوم) السودانية, أنها زينت أجزاء واسعة من جسدها فدهنت يديها ورجليها بمادة الصبغة الحجريّة, ولاطت بقية جسمها كله بالحناء, مما أدى إلى تسرب المواد الكيميائية إلى داخل جسدها, وتعطلت كلاها, وبدأت تشعر بالإرهاق, وتوقّف التنفس, وماتت, نعم ماتت بين يدي عريسها الذي (لم يتهن), ولم يذق عسيلتها, وبالطبع لم تذق هي أيضا عسيلته, وماتت التعيسة وهي محرومة من التعسيلة.
وأصيب العريس بالفجيعة, ثم أخذ يصيح وينادي, ولما دخل عليه أهل العروس, ووجدوا ابنتهم على تلك الحالة, نقلوها على وجه السرعة للمستشفى, وعندما كشف عليها الطبيب, أكد لهم الوفاة, عندها هاج وماج أهلها, وهجموا على العريس يريدون أن يفتكوا به, وانطلق العريس هارباً ومُولياً الأدبار (يبرطع) في أرجاء المستشفى كالحمار الوحشي طلباً للسلامة, ولولا أن الحاضرين انقذوه من براثن أهلها, لقطّعوه إرباً, إرباً.. غير أن الطبيب أثبت لهم بالدليل القاطع أن وفاتها كانت بسبب (المكياج الثقيل) الذي بالغت في استعماله.. وذهبت المسكينة (ضحيّة) بسبب, غرامها الذي لا يُقاوم, بالولوج إلى عالم الجمال, الله يلعنه من عالم.
وأنا ليس لدي اعتراض على الإطلاق, بأن تحاول أي امرأة -مهما كان عمرها- الولوج إلى هذا العالم الساحر, الذي لولاه, لما كانت لعيوننا وأبصارنا قيمة تُذكر.. ولكن مع شيء من (التقل) -بـ(التاء) وليس (بالثاء)-, يعني ليست الحكاية (خذني جيتك), وهات يا (تطليخ), وتلوين, وقرف.. (فالمكياج) أصبح كأي فن من الفنون (السهلة الممتنعة).. لأن المبالغة به قد تحول ملكة الجمال (المأطأطة) إلى قردة بشعة, بل إنها قد توصلها إلى المقبرة, كأختنا العروسة السودانية عليها (شآبيب الرحمة).. والشطارة هي بالبساطة, باللمسة الواحدة, التي قد تحرك الجبال من مواقعها.
وبالمناسبة يجب ألا يعتقد أحد أنني أفهم في هذا المجال, فكل ما تقدم مجرد (حكي), فلم أكن في يوم من الأيام (كوافيريّا).. ولم تضع أي امرأة رأسها بين يدي يوماً, ولا أمسكت مشطاً لتسريح شعر, ولا ملقطاً لنتف حواجب, ولا روجاً لتلوين شفايف.. كل ما صنعته في حياتي انني بالفعل كنت (أبصبص), فقط لاغير.
Meshal_Sudairy@hotmail.com
فاكس: 6064396
... من الفرحــــة الزايـــــدة !!
العرض العادي
