العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-2002, 12:51 AM   رقم المشاركة : 1
@@عاشق&الحب@@
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية @@عاشق&الحب@@
 






@@عاشق&الحب@@ غير متصل

كلام عن لجنة ميتشل

بدأت اللجنة الدولية لتقصى الحقائق بشأن (انتفاضة الاقصى) مهمتها وسط محاولات اسرائيلية لاحتواء عملها وجعله في الحد الادنى الذي يتماشى مع ما تريد وفي ظل انتقادات فلسطينية، بأنها تعمل بمنطق (دبلوماسي) وليس اعتمادا على الاسلوب (الميداني) فقد التقت برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في القدس المحتلة واجتمع بعض افرادها مع وزير الداخلية بالوكالة ـ وزير الامن الداخلي ـ— شلومو بن عامي اللذين القيا باللائمة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في كل ما يجري، ثم انتقلت الى غزة للقاء عرفات، ومعه عدد كبير من اعضاء حكومة سلطته الوطنية، فقدموا اليها تقارير عديدة عن خرق اسرائيل للمواثيق الدولية، وترافق ذلك مع استمرار اعمال العنف الاسرائيلي ضد ابطال الانتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة، واعلن السيناتور جورج ميتشل ـ رئيس اللجنة ـ ان (المهمة الاساسية للفريق الذي يقوده، هي تهيئة الاجواء للعودة الى استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين واشار الى ان ذلك هو ما قال الرئيس عرفات انه يريده).

سبب عدم التفاؤل الفلسطيني ـ كما عبر وزير الحكم المحلي في السلطة الوطنية، وكبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ـ هو انه لا يكفي ان يصل اعضاء اللجنة للقاء المسئولين الاسرائيليين والفلسطينيين في يومين ثم يغادرون بعد ذلك للالتقاء مع اطراف عربية اقليمية اخرى (كانت اولها القيادة المصرية‎) دون ان يتابعوا ما يجري على الارض ويواصلوا تحقيقاتهم بشأنه للتوصل الى الحقيقة حول المسئولية عن اعمال العنف الجارية حتى الآن، والتي راح ضحيتها اكثر من 300 فلسطيني شهداء، بينما يتراوح عدد القتلى الاسرائيليين ـ من جنود في الجيش يشاركون في القمع، ومستوطنين يحاولون فرض وجود الاحتلال الصهيوني ـ على 25 شخصا. ورغم ان عدد هؤلاء الاخيرين يقل عن العشر بالنسبة للشهداء الفلسطينيين فان اسرائيل تولول عليهم بكل الوسائل، وتحاول الاستفادة من ذلك لتحميل الشعب الفلسطيني وقيادته المسئولية عما يجري من مطالبة بالاستقلال والحرية، وقمع عنيف للحركة الوطنية التي تطالب بذلك.

وبين هذين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي اللذين تسيطر عليهما حالة التناقض الصراعي في صورة دبلوماسية ظهر موقف فلسطيني آخر، اتسم بنوع من العقلانية والواقعية السياسية، عبر عنه وزير آخر في السلطة الوطنية، ومستشار مقرب من الرئيس الفلسطيني هو نبيل عمرو، الذي قال ان (المطلوب ليس هو الشكوى وانما الضغط حتى تصدر هذه اللجنة تقريرا يتماشى مع قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية، تدين فيها الممارسات الاسرائيلية وتساعد الشعب الفلسطيني على تحقيق اهدافه). وفي اشارة الى ترجيحه لمثل هذا التوجه، قال عمرو انه (لدى اللجنة معلومات وبيانات تفصيلية تمكنها من التوصل الى تقييم على النحو المطلوب فلسطينيا). ثم اضاف: ان (نشاط اللجنة ـ في هذه المرحلة ـ سياسي وليس فنيا، لكنها ستزور المنطقة مرات في وقت لاحق، وسترسل مجموعات فنية ميدانية لتقصي الحقائق على الارض لانها لا تستطيع تجاهل ذلك).

وبينما شدد عمرو على ان عمل لجنة تقصي الحقائق، يعتبر احد الابعاد الدولية، التي تمثل روافد للعمل السياسي من اجل الحل، ودعا الى عدم التسرع في اطلاق حكم على مهمتها، تبرز ـ في هذا السياق ـ نقطة مهمة تحدد الفارق الرئيسي بين الغضب الذي عبر عنه عريقات والتفاؤل الحذر الذي تضمنته تصريحات عمرو، وهي تلك المتعلقة بتقديم الوزراء الفلسطينيين تقارير الى اللجنة عن الخروفات الاسرائيلية لقرارات الشرعية الدولية. وترجع اهمية هذه النقطة الى ان اللجان والمؤسسات الدولية تعمل على اساس المعلومات والوثائق، وليس على اساس لقاءات تبدأ وتنتهي، ويدور فيها حديث، لا يكون موضوعا للتسجيل. وقد اثبتت خبرة احداث (النكبة) في عامي 1947 و1948، ان الصهاينة اجالوا التفاهم مع العقل الغربي، بالطريقة التوثيقية الكتابية، بينما اقتصرت المساعي العربية على لقاءات شفهية، اعتمدت نتائجها على النقاط التي سجلها الطرف الآخر، اذا اتيحت له الفرصة لذلك، واعتمادا عن تفهمه لوجهة النظر العربية التي طرحت اثناء الاجتماع، وموضوعيته في هذا التفهم، وحياده عند تسجيله.

وما حدث هو ان كل هذه الوثائق المكتوبة من الطرف الصهيوني، قدمت الى المؤسسات الدولية التي احتاجت الى دليل كتابي لبحث القضية، ولم تكن هناك وثائق تطرح وجهة النظر العربية، اللهم الا ما وصل عن طريق العقل الغربي المتعاطف مع اليهود بصورة او بأخرى، وفي الوقت الذي كانت فيه العصابات الصهيونية تعيث فسادا في فلسطين، وتجبر سكانها ـ عن طريق مذابح على النحو الذين حدث في قرية (دير ياسين). على الهروب بحياتهم لاجئين الى الخارج، كانت الوثائق الصهيونية ـ ايضا ـ تتحدث عن ضرورة توطين اليهود في فلسطين، وتطرح امكانية التعايش بينهم وبين الفلسطينيين، في دولتين متجاورتين، وكانت النتيجة ان اخذت الامم المتحدة بهذه الوثائق، واصدرت قرار التقسيم الشهير، الذي اصبح ـ رغم ما يتضمنه من جور وظلم، اساسا لشرعية دولية جديدة، استفادت بها اسرائيل لاعلان دولتها، وتحاول الآن خرقها للحصول على المزيد من الاراضي الفلسطينية، في الوقت الذي يحاول فيه العرب والفلسطينيون، بعد ان قبلوا هذه الشرعية غير العادلة، ان يحصلوا على بعض من حقوقهم التاريخية في ظلها.

ويقول دبلوماسي غربي ـ في تعليق على ذلك ـ ان قبول العرب لاي حل بشأن قضية فلسطين، لا يأتي الاَّ متأخرا، بعد ان يكون الوقت قد فات لتطبيقه، ويدخلون بعد ذلك في مرحلة جديدة من الصراع الذي كان يمكن تفاديه. وربما يشير سوق هذه المقولة الى فكر انهزامي من وجهة نظر البعض، الذين مازالوا يطالبون باستعادة كامل اراضي فلسطين التاريخية، خاصة وان الموقف الرسمي الفلسطيني، الذي يقبل بدولة على اراضي الضفة الغربية وغزة، شريطة ان تكون القدس الشرقية العربية عاصمتها، لا يتحدث صراحة عن ان ذلك سيكون حلا نهائيا، مراعاة للمشاعر الشعبية الجارفة، التي مازالت ـ بعد اكثر من خمسين عاما ـ ترفض واقعة نكبة عام 1948، وان كان يتصرف بشكل واقعي. وهذه الازدواجية تفيد اسرائيل في الوقت الحاضر، في الاشارة على عدم صدق نوايا الفلسطينيين بشأن عملية السلام. رغم ان هناك قطاعات في اسرائيل، ضمن التيار اليميني المتشدد، مازالت تعمل من اجل نهب كافة اراضي فلسطين، تحت مسمى انها تحمل الاسم التوراتي (يهودا والسامرة)، وتتحدث عن ذلك صراحة، بينما تتهم الفلسطينيين والعرب بأنهم يضمرون نوايا بشأن استعادة يافا واللد وعكا وكافة الاراضي التي تعتبر الآن اسرائيلية.

ما يهم الآن هو ان نكون ـ بعد كل هذا الوقت ـ قد تعلمنا الدرس، واعددنا ـ كفلسطينيين ـ وثائق عن (انتفاضة الاقصى) تكون اساسا لعمل فرق العمل الفنية التابعة للجنة تقصي الحقائق الدولية، لكن في الوقت نفسه، لا نترك هذه اللجنة تقع فريسة لمحاولات الاحتواء الاسرائيلية، وانما نعمل على احياء الضمير لدى اعضائها لكي يروا الحقيقة، وفي الوقت نفسه نضغط عليهم، بالاشارة الى محاولات الضغط الاسرائيلية عليهم، ونحثهم على الاطلاع على الحقائق بطريقة ميدانية مباشرة، والاجتهاد لملاحظة اوجه الاتفاق والمفارقة بين ما تتضمنه تقارير السلطة الوطنية الفلسطينية عما يجري، وبين ما يحدث على ارض الواقع. حتى يصلوا هم بأنفسهم الى النتيجة ذاتها، ويساعدهم ذلك على طرح موقف امام العالم بشأن عدالة (انتفاضة الاقصى) من أجل تحرير فلسطين والقدس، كما يعينهم على مواجهة الضغوط والهجوم الاسرائيلي الذي لابد وانه سينهال عليهم اذا ما توصلوا الى هذه النتيجة.

وفي هذا الاطار لا يجب النظر الى تصريحات الدكتور صائب عريقات الغاضبة، على انها خروج على ما تقضي به اللياقة، وانما على انها كلمات مسئول فلسطيني، تعبر عن موقف عام لدى الشعب الذي يمثله، ويطالب العالم بتقصي الحقيقة على ارض الواقع، بدلا من الاستماع الى كلمات مسئولين في غرف مغلقة. وبينما لا تكون هذه الكلمات بالضرورة موقفا مسبقا متعصبا ضد اللجنة، فان كلمات نبيل عمرو تشير الى الطريق الذي يمكن ان تتبعه هذه اللجنة، لتنفيذ ما يطالب به عريقات، وهذه هي التعددية الفلسطينية في افضل صورها السياسية، التي تساعد على توجيه حركة النضال الدبلوماسي، مدعومة بالوثائق والاسانيد لاحراج الموقف الصهيوني والمعتدى، والموقف الاميركي الذي يزوده بالتأييد الاعمى والدعم اللامحدود. ويدفع مثل هذا الموقف الفلسطيني الى حوار داخل اللجنة الدولية بواسطة اعضاء فيها يستندون الى الوثائق والتقارير الواقعية، لاحراج موقف اولئك الذين قد تؤثر فيهم الضغوط الصهيونية والاميركية على امل الوصول الى نتيجة ايجابية.







التوقيع :
*y

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية