فوزي عبدالوهاب خياط
توج القائد الأسبق للمنتخب السعودي وفريق النصر الدولي المعتزل ماجد أحمد عبد الله بلقب أفضل لاعب في المملكة خلال نصف القرن الماضي. وكان موقع سوبر الإماراتي قد نظم استفتاء جماهيريا على موقعه في الأسبوع الماضي لاختيار اللاعب الأبرز في تاريخ الكرة السعودية خلال الـ 50 عاما الماضية تحت عنوان بعد مرور نصف قرن على مولد الكرة السعودية من الأفضل؟
وطرح الموقع أسماء خمسة من نجوم الكرة السعودية وهم: ماجد عبد الله، يوسف الثنيان، سامي الجابر، فؤاد أنور، ومحمد نور .. وجاءت النتائج النهائية حسب الترتيب التالي: ماجد عبد الله، محمد نور، سامي الجابر، فؤاد أنور، ويوسف الثنيان. وكان إجمالي أصوات الجماهير التي شاركت في الاستفتاء (13331) صوتا .. نال ماجد نسبة 60.38 في المائة ومحمد نور نسبة 28.88 في المائة.
ونال سامي الجابر نسبة 6.25 في المائة فقط .. ونال فؤاد أنور نسبة 2.39 في المائة، فيما نال الثنيان نسبة 2.1 في المائة.
وهذا ليس خبرا .. فمن الطبيعي .. والمؤكد .. والمنطق أن يأتي ماجد عبد الله في المقدمة كأفضل لاعب في المملكة خلال نصف القرن الماضي، وأن يكون الأبرز في تاريخ الكرة السعودية منذ مولدها وحتى اليوم .. كما أنه من الطبيعي أن يكون الفارق في نسب الترشيح بينه وبين زملائه كبيرا جدا، فقد ظل ماجد متفردا بمستواه .. وترسانة مهاراته .. وعلو كعب إبداعاته .. ليصبح وحده في المقدمة دون أحد سواه .. ولتأتي محاولات البعض بمقارنته بسواه ضربا من ضروب العبث والطيش.
وحتى اليوم فإن ماجد عبد الله يظل هو الوحيد في المقدمة .. وقد لا يجود الزمان بمثله على الإطلاق شأنه شأن بعض العباقرة الذين ظلوا لوحدهم على مر التاريخ .. هالة فجر مرسومة على الجباة .. متوسدة كل القلوب .. والعقول.
صحيح أن الساحة الرياضية السعودية شهدت بعض النجوم المتميزين وعلى رأسهم محمد نور، لكن هذا لا يضعنا أمام بدائل قوية ومسكونة بالإبداع على المستوى الذي كان عليه ماجد عبد الله أو حتى يوسف الثنيان، الذي أرى من وجهة نظري أنه يستحق المركز الثاني بعد ماجد عبد الله، فالثنيان صاحب فكر كروي ناقد وقوي وهناك فارق كبير بين نجم لامع وساطع يملك بعض أدوات اللعب المتفوقة .. وبين نجم عملاق صاحب موهبة راسخة وصاحب فكر كروي نافذ.
المضحك أن ماجد عبد الله اعتزل منذ زمن، لكن حرقة أهدافه الأسطورية والخرافية ما زالت تلهب صدور المنافسين، ولهذا نجد أن الصحف الزرقاء حتى اليوم لا تنشر ما هو إيجابي بالنسبة لماجد .. ولأن ماجد فاز بالصدارة في استفتاء موقع سوبر الإماراتي، فإن تلك الصحف لم تشر للاستفتاء لا من قريب ولا من بعيد .. ولو فاز بالصدارة نجمهم المفضل لأصدروا الملاحق! وملأوا الصفحات .. وربما هب من يشارك في الزفة فأصدر كتابا بالمناسبة.
ماجد مثل الشجرة الضاربة في أعماق الأرض لا تزيدها السنين إلا تثبتا .. ورواء.. وحضورا وازدهاء..