العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-2004, 12:42 AM   رقم المشاركة : 1
الورور
Band
 
الصورة الرمزية الورور
 







الورور غير متصل

أحوالَُ وأخلاقُ العاشقينَ ... بين الماضي والحاضر ..!!!!

يقولُ الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم : " وما خلا رجُل بامرأةٍ إلا كان الشيطانُ ثالثهما " ، ومن هذا المُنطلق يدخُل العِشْقُ في الزاوية المحظورة ، بينما يكونُ اختلاءُ العاشقِ بمعشوقتِهِ من المُحرّمات وقد يصل إلى حدّ الكبائر والمُوبقات ...!!!
وفي إرث الأمة من الأدبيات والفضائل ومكارم الأخلاق ، ما يجعلُها تتبوأُ منزلةً رفيعةً بين الأمم ، حتى في إطار ذلك الزمن الذي سبق بزوغ فجر الإسلام وإشراقة نور الهداية والسلام ، ولعلّ ذلك العربي الشريف العفيف خير شاهدٍ على تاريخِ أمةٍ يفخرُ بصفاتِها ومثالبِها كُل من ينتسبُ إليها لمّا قال :

وأغضُّ طرفي إن بَدتْ لي جارتي *** حتى يُواريَ جارتي مأواها ..!!

وفي أحوال العاشقين في ذلك الزمان كان الحُب الحقيقي يعني العفّة والطُهر والترفع عن الوقوع في الفاحشة ، لذلك حُكي عن الأصمعي أنه قال لأعرابيةٍ :

ما تعُدُّون العِشق فيكم ؟ قالت : الضمَّةُ والغَمزَةُ والقُبلة . ثم أنشأتْ تقولُ :

ما الحبُّ إلا قُبلةٌ ** وغمزُ كفٍ وعضدٍ ** مالحُبُّ إلا هكذا ** إن نكح الحُبّ فسد .

ثم قالت : كيف تعدّون الحُب والعشق ؟ قلتُ : نُمسِكُ بقرنيها ، ونُفرّق رجليها ..

قالت : لستَ بعاشقٍ ، أنت طالبُ ولدٍ ، ثم أنشأتْ تقولُ :

قد فسَدَ العشقُ وهان الهوى ** وصار من يعشق مُستعجلاً ** يُريدُ أن يَنكحَ أحبابه ** من قبل أن يُشهدَ أو ينحلا .

ورُوي عن عُثمان الضحّاك قال : خرجتُ أُريدُ الحج فنزلت بخيمةٍ بالأبواء ، فإذا بجاريةٍ جالسةٍ على باب الخيمةِ فأعجبني حُسنُها ، فتمثلّت بقولِ نصيب :

بزينب ألمِمْ قبل أن يرحلَ الركبُ ** وقُل لا تَمّلِينَا فما مَلّكِّ القلبُ

فقالت : يا هذا أتعرفُ قائل هذا البيت ؟ قلتُ : بلى ، هو نصيب ، فقالت : أتعرفُ زينب ؟ قلتُ : لا ، قالت : أنا زينب . قلتُ : حيّاك الله ، قالت : أما والله إن اليوم موعدُهُ ، وعدني العام الأول بالإجتماع في هذا اليوم ، فلعلّك أن لا تبرح حتى تراه ، قال : فبينما هي تُكلّمُني إذ أنا براكبٍ !!

قالت : ترى ذلك الراكب ، قلتُ : نعم . قالت : إني لأحسبُهُ إياهُ ، فأقبل ، فإذا هو نصيبٌ ، فنزلَ قريباً من الخيمة ، ثم أقبل فلسلّم ، ثم جلس قريباً منها ، فسألتهُ أن يُنشدها ، فأنشدها ، فقلتُ في نفسي : مُحبّان قد طال التنائيَ بينهما ، فلا بد أن يكون لأحدِهما إلى صاحِبِِه حاجة ، فقمتُ إلى بعيري لأشُّد عليه ، فقال : على رسلك ، إني معك ، فجلستُ حتى نهض معي ، فسرنا وتسامرنا ، فقال لي : أقُلتَ في نفسك : مُحّبان التقيا بعد طول التنائي بينهما ، فلا بد أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة ، قلتُ : نعم قد كان ذلك ، قال : وربّ البيت منذ أحببتُها ما جلستُ منها مجلساً هو أقربُ من مجلسي هذا ، فتعجّبتُ لذلك وقلت ، والله هذه العفّة في المحبة ومُنتهاها .!!!

لذلك قال بعض العارفين : كان الرجل إذا أحبَّ الفتاة يطوفُ حول دارها لعلّه يراها أو يسمعها ، فإن ظفر منها بمجلسٍ تشاكيا وتناشدا الأشعار ، فخلف بعدهم خلوفٌ قد يُشيرُ إليها وتُشيرُ إليه فيتواعدا ويلتقيا ، فإذا التقيا لم يتشاكيا ولم يتناشدا شعراً ، بل يقومُ إليها ويجلسُ بين شُعبتيها كأنه أشهدَ على نِكاحِها أبا هريرة .

فأين تلك الأخلاق وتلك العِّفة وذلك الإباء الذي كان عليه أقوامٌ برُغم أنهم ما عرفوا لا إله إلا الله ، من أُناسٍ ينتسِبون اليوم إلى الملّة الحنيفية ، وهم قد داسوا بأقدامهم كل صُورِ الحياء ، وتبرأوا من كُل مباديء الرجولة والشرف ، عندما يُقدِمُونَ على انتهاك أعراضِ ( عشيقاتهم ) ولا يكتفون بذلك بل يقومون بفضحّهن والتشهيرِ بهّن من خلال كاميرات الفيديو والجوال والصور الثابتة ، ولكنّ كامل اللوم وأشُّدَهُ يقعُ على عاتق الفتيات العاهراتِ الساقطات اللاتي يُسلّمنَ أعراضهن وسُمعتَهّنّ وشرفهُنَّ وكرامتَهُن ، بل وكرامةَ أبائهن وإخوانهن وعشيرتهن على طبقٍ من ذهبٍ ليعبثَ بهن كُل شهوانيٌ حيواني لا يخشى الله ولا يتقّه ، بل وعلى أولياءِ أُمورِهن الذين رُبما كانوا سبباً مُباشراً أو غير مُباشرٍ في سُقوط بناتهن في وحلِ الرذيلةٍ المُنتِن .

اللهم احفظْ أعراض المُسلمين والمُسلمات واصلح احوال الأمة في كُل شأنٍ من شئون حياتها . آمين .



منقوووووووووووول







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية