بين قوسين
( عندما تغرد العصفورة خارج السرب ..........
تكون المفردات قراءة تعكس نظرة شخصية لتلك العصفورة فإن لم يعجب جبروت الإنسان تغريدها رماها بسهم ظلم يسكت تغريدها ويحجب وجودها .)
المستحيل
قال تعالى ( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين ) . سورة الأعراف أية 40
يضرب الله سبحانه وتعالي في الآية السابقة مثل في المستحيل يتوافق مع حدود عقولنا فهو سبحانه من خلقها وأوجد طاقتها وحدودها فالمثل يصور لنا المستحيل في حياتنا وضمن حدود قدرة عقولنا فهو مثل ملموس منظور عقلته أنفسنا وصدقته عقولنا فلا يدور يخلد أحدنا بأن الجمل ذلك الحيوان الضخم سوف يلج من سم الخياط ( فتحة إبرة الخياطة ) في ظل معطيات حياتنا و واقعها بين الممكن و ألا ممكن مع إيماننا بأن قدرة الله فوق كل شئ .
إن مجرد تفكيرنا فيه يكون فكر نشاز لا يسترسل العقل في تخيله فتلك نقطة يتشكل عندها المستحيل حاجز يجبر الخيال علي التوقف .
ويعتبر الاسترسال فيه منافيا لوجود العقل ومخل بثوابت الإنسان .
وقالت العرب المستحيلات ثلاث الغول والعنقاء والخل الوفي ، تأملت مستحيلات العرب فوجدتها تنقسم إلي قسمين القسم الأول محسوس يدركه الخيال ويقتنع العقل بإستحاله وجوده ويتمثل ذلك في الغول والعنقاء فقد رسم الخيال شكلها وأيقن العقل بعدم وجودها فيكون قد وصل بذلك إلي مرحلة التوازن الفكري الذي توارثه الإنسان وتعايش معه واصبح من مسلمات واقعه المنظور بأن ذلك مستحيل ثابت من ثوابت الواقع .
والقسم الثاني هو ذلك المستحيل الثابت الكامن في متغير ويمثله الخل الوفي .
وذلك مستحيل نسبي متغير يختلف تقديره من شخص إلي أخر فهو يحاكي مشاعر الإنسان وإنطباع الذات وردة فعلها . فقد يكون الإجماع عليه ضعف واستسلام للمستحيل وعجز عن اكتشاف إنسان تجتمع فيه صفات الخل الوفي .
في قراءتي لذلك المستحيل المتغير أيقنت بأننا نستطيع الانتصار علي المستحيل في جزء منه
قد يكون بيننا من صادف في حياته الخل الوفي وقد يكون بيننا من يراء ذلك المستحيل النسبي شئ أخر غير استحالة وجود الخل الوفي بل قد تكون هناك قائمة عريضة من المستحيلات النسبية التي تقف حاجز يعيق مسيرة الحياة .
فلو فكر الرجل بأن المرآة قد تكون افضل منه فكراً وعقل ولو قبل الرجل بتصحيح أخطائه حتى ولو كان من قدم الحل له إمرآة لحقق التوازن في حياته وهزم المستحيل أو جزء منه في نفسه وعايش نشوة الانتصار علي أشرس أعدائه . ذلك مثل من قوائم تطول وتتعدد ففي داخل كل منا يكمن سجل من المستحيلات .
ما قرائتم ليس موضوع محور نقاشه المستحيل بل هو قراءة فكرية ومقالة تأملية إن صح التعبير تحمل فكرا يدعمه تجارب وثوابت وهو دعوة لإعادة قراءة المستحيل في حياتنا فلو تمعنا مليا في ذلك المستحيل المتغير لو جدنا أنه من السهل قهره والانتصار عليه ومعايشة نشوة النصر وفرحته ومن ثم نتفرغ لخوض معركة جديدة مع مستحيل أخر قد كونته ضروف حياتنا
العرض العادي
