العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-2013, 04:44 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


3. الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح :
ويكون معنى الآية :
الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال
للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ،
والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة
، وكانت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها الطيبة
وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .
قال القرطبي – رحمه الله - :
وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله :
{الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً}
( النور/3 )
الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .
واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد .
" تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) .
ثانياً :
لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها
وبين ما ذكر السائل ، ويراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة
والزوج فاسقا ، أو العكس .
وإنما الإشكال – عند بعض الناس – في القول الثالث في مسألتين :
1. ما يرونه من عموم تزوج طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .
2. ما ورد بخصوص زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ووصف الله لهما بالخيانة
وما ورد في تزوج امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية .
فيقال هنا : إن معنى الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب :
خبث الأزواج وطيبهم ـ : أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله
ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها :
فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ،
والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء
للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
وهذا - أيضاً - يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم ، أي :
ما كان الله ليجعلأم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب
من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً
ولا قَدَراً ؛ ولهذا قال :
{أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ }
أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان .
{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ }أي :
بسبب ما قيل فيهم من الكذب .
{ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي :
عند الله في جنات النعيم .
وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .
" تفسير ابن كثير " ( 6 / 35 ) .
وفي الآية بيان براءة أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
حيث زكاها الله تعالى بوصفها بالطيبة لأنها كانت تحت الطيب ،
وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الله تعالى ليختارها زوجة
لنبيه صلى الله عليه وسلم لو كانت خبيثة ! ومن هنا كان الطاعن
في عرض أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
طاعناً في النبي صلى الله عليه ، ومستحقّاً للحكم بالردة والقتل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان
وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه
في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة
وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة
فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا
فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى :
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
(النور:26)
فإن كانت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر
فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي
" الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .
والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
للالكائي ( 1958 ) .
فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ،
وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم .
وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام
حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة
في قوله
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }
( التحريم/10 )
فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
{فَخَانَتَاهُمَا }أي :
في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة
فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً
ولهذا قال :
{ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}أي :
لكفرهما .
( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : { ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
وليس المراد{فَخَانَتَاهُمَا } في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء
معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .
قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة :
سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية }فَخَانَتَاهُمَا { قال : ما زنتا
أما امرأة نوح : فكانت تخبر أنه مجنون
وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .
وقال العَوفي عن ابن عباس قال :
كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما ، فكانت امرأة نُوح تَطَلع
على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ،
وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .
وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:22 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية