صرخت الأم في وجه مطلق : من اليوم زوجتك سوف تنام عندي إلى أن تتعود على المكان وعليك .. لم أتوقع أن ابني العاقل يمد يده على امرأة مكسورة وأمانة بين يديه
والآن يا بني أستغفر ربك وأذهب للصلاة
وتعوذوا من الشيطان وأتركوا هذا اليوم يمضي على خير
هيا اذهب , أذهب .. وأخذت تدفعه إلى خارج الغرفة
خرج من المنزل للصلاة , وهو نادم على ساعة هذا الزواج من هذه الفتاة المُدللة
وكان يمشي في الطريق ويقول لنفسه :
لو تزوجت يا مطلق ابنة جارنا فلان تلك الفتاة الجميلة التي كانت تجلس على قارعة الطريق تنتظرني يومياً , لتنظر إليّ فقط وتملأ عينيها برؤيتي , أليست أفضل من هذه المرأة المتوحشة !!!!
صفق كفيه ندماً وحسرة , وقال لا بأس يا مطلق لعلك في النهاية تحصل على أرث منها يعوضك عن كل هذا الصبر والتحمل .. وأكمل طريقه إلى المسجد !!
بينما كانت العجوز المسكينة تهدئ زوجة ابنها
حيث أخذتها إلى غرفتها وقالت أنا مثل أمك يا ابنتي وأنتِ هُنا في منزلكِ الآخر
قولي لي يا أبنتي هل حصل من مطلق تصرف يضايقك لتصرخي بكل هذا الصوت
أم ما هو الأمر بصراحة ؟
قالت الفتاة :
أبداً لم أرى منه شيء إلا أنني عندما صحوت قد نسيت أنني متزوجة وأنني خرجت من منزلنا إلى بيت زوجي , فصرخت عندما رأيته وضربني لأصمت عن الصراخ
الخطأ مني يا خالتي أنا المخطئة , اعذريني لأنني أيقظتكِ على هذه الأصوات وأقلقت راحتكِ
فقالت العجوز : لا عليكِ يا أبنتي أنا كنت مستيقظة من قبل الصوت
الآن سوف نذهب إلى غرفتكم وتأتين بملابسك لتبقين عندي فترة من الزمن حتى ترتاح نفسيتكِ وتتعودين على المكان والناس هُنا
ومن ثم عودي إلى غرفتكِ لزوجكِ , بالطبع إن كنتِ ترغبين بالنوم في حضن والدتكِ من جديد يا أبنتي المُدللة !!
فضحكت الفتاة وذهبتا إلى الغرفة وأخذتا ما تحتاج من إغراضها إلى غرفة العجوز
وقالت الفتاة :
ولكن يا خالتي هل مطلق سوف يوافق على نومي بعيداً عنه هذه الفترة ؟
قالت : أبني لم يتعود أن يكسر كلمتي لا تقلقي , أنا قلت تنامين معي وسوف تنامين معي وانتهى الأمر !!
وبعدها ذهبتا إلى صلاة الفجر , وبعد أن أدتا صلاتهما دخلتا معاً إلى المطبخ
وكانت الفتاة المُدللة تتساءل عن هذا الخبز الذي يصنعونه على الصاج
وبأنها أول مرة سوف تراه , وتتعلم طريقته
قربت العجوز الدقيق وأخذت تعجن العجينة وتعجن ..... والفتاة كانت تتابع وتتعلم منها
وطلبت منها أن تصنع القهوة بينما هي تحضر العجين , وبإشرافها عليها تمكنت الفتاة المُدللة ولأول مرة من إنجاز القهوة !!!!
ومن ثم جاء مطلق من الصلاة ينادي بصوته الجهوري و يطلب القهوة .. يا أهل البيت , يا أمي أين القهوة ؟
وقالت العجوز للفتاة : خذي القهوة والتمر إلى زوجكِ بسرعة , هيا قبل أن يغضب
فقالت الفتاة : دعيني أنا أكمل العجين وخذيها أنتِ بدلاً مني , أرجوكِ
وافقت العجوز على طلب الفتاة , وذهبت نيابة عنها لتقدم القهوة إلى مطلق
وضعتها أمامه , فإذا به يصرخ بتلك الصرخة !!!!
أين المُدللة إذاً بنت العز والدلال , لماذا لم تأتي بالقهوة
كنت أعلم جيداً أنها لم تفهم من كلامي البارحة شيء , فقد نبهت عليها أن تبقيكِ مرتاحة وأن تقوم هي بجميع الأمور في المنزل
ولكن ..........؟ , علاج النساء هي العصا يا أمي دعيني أربيها
قالت الأم :
اسكت يا فتى هي الآن بحمايتي ولن تستطيع أن تمد يدك عليها وأنا على قيد الحياة
جرب أن تضربها , وسترى على من سوف ترتفع العصا يا مطلق !!!!
عادت الأم للمطبخ لتتابع عمل زوجة ابنها
وجدتها قد صنعت خبزاً سميك جداً وغير مستوي وفي أشكال غريبة ومضحكة !!!
فقالت العجوز ضاحكة :
كفى كفى قفي يا ابنتي هذا ليس خبز , ماذا فعلتي .. أجلسي وتابعيني فقط , لا أريد أن يرى مطلق خبزكِ هذا ومن ثم والله لن تسلمين من لسانه السليط وكلامه الجارح !!
جلست الأم تخبز وتخبز وترق لفائف العجين إلى صفائح رقيقة جداً على الصاج وتصنع خبزها الرائع ...!
وكانت الفتاة تتابع , وتتابع وتحاول أن تتعلم ...!
يتبع ( الجزء الرابع )