غزوة تبوك ( غزوة العسرة ) (آخر الغزوات) الجزء الثانى لماذا وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعوة بشكل خاص إلى الجدِّ بن قيس في غزوة تبوك ؟ ج وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعوة بشكل خاص إلى الجدِّ بن قيس في غزوة تبوك، لضلوعه في النفاق، فقال صلى الله عليه و سلم: ( يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر ؟ ) فقال: يا رسول الله أوَتَأْذَن لي ولا تفتني، فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجباً بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال: ( قد أذنت لك )، وفيه نزل قول الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) } (سورة التوبة). كيف كان موقف بني غفار من المشاركة في غزوة تبوك ؟ ج جاء نفر من غفار، وعددهم 82 رجلاً، وهم أعراب في البادية حول المدينة يعتذرون عن التخلف، فلم يعذرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يأذن لهم في التخلف. وقعد كبار المنافقين عن الاعتذار، وعن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين، وفيهم نزل قول الله تعالى: { وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنْ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) } (سورة التوبة). لماذا قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم عذر بعض الناس عن الخروج إلى غزوة تبوك ؟ ج قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم عذر بعض الناس عن الخروج إلى غزوة تبوك، لصعوبة الظروف، لا رغبة بأنفسهم عن نفس رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لاسيما وقد آن أوان الرطب وظلال الأشجار في أواخر الصيف، فاعتذروا بعد عودة الرسول صلى الله عليه و سلم ، وقبل عذرهم وتاب الله عليهم. كيف عاتب الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم في قبول عذر بعض الناس عن الخروج إلى غزوة تبوك ؟ ج عاتب الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم في قبول عذر بعض الناس عن الخروج إلى غزوة تبوك، عتاباً لطيفاً في إعطائهم الإذن، قال تعالى: { عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) } (سورة التوبة). من هم الذين أعلن رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاطعتهم وهجرهم لعدم مشاركتهم في غزوة تبوك ؟ ج الذين أعلن رسول الله صلى الله عليه و سلم مقاطعتهم وهجرهم لعدم مشاركتهم في غزوة تبوك، ثلاثة من كبار الصحابة وخيرتهم، حيث تخلفوا عن المسير مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شكاً ولا نفاقاً ولكن كسلاً وتسويفاً، وهم: = كعب بن مالك = مرارة بن الربيع = هلال بن أمية وفيهم نزل قول الله تعالى: { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) }
حتى يَنْزل فيهم حكم الله تعالى، فذاقوا مرارة المقاطعة التي أعلنها رسول الله صلى الله عليه و سلم والتي دامت خمسين يوماً، فَمُحِّصُوا حتى ضاقت عليهم الأرض بما رَحُبَت، وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا أن لا ملجأ من الله إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم. ما الآية الكريمة التي توضح عفو الله وتوبة للذين تخلفوا عن الخروج لغزوة تبوك كسلاً وتسويفاً ثم تراجعوا ؟ ج الآية الكريمة التي توضح عفو الله وتوبة للذين تخلفوا عن الخروج لغزوة تبوك كسلاً وتسويفاً ثم تراجعوا، قول الله تعالى: { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) } (سورة التوبة). كيف فعل بعض ضعفاء المسلمين للمشاركة في غزوة تبوك ؟ ج جاء بعض ضعفاء المسلمين (وعددهم سبعة) للمشاركة في غزوة تبوك لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجاء أن ييسر لهم الرحيل مع المجاهدين، وقد كانوا من أهل الإيمان الصادق والإسلام الحسن وكانوا أهل حاجة وفقر فلم يجدوا زاداً ولا راحلة، وعز عليهم التخلف، فأَتَوْا رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكون وقالوا: أحملنا يا رسول الله، فكيف نتخلف، فلم يجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يحملهم عليه فرجعوا إلى بيوتهم يبكون وأعينهم تفيض من الدمع حزناً، فأنزل الله فيهم قوله تعالى: { لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) } (سورة التوبة). هل توقف قوام جيش العسرة لغزوة تبوك على 40 ألف مسلم ؟ ج لم يتوقف قوام جيش العسرة لغزوة تبوك على 40 ألف مسلم، بل أخذ ينمو وينمو، ففي كل منطقة من مناطق الحجاز قبائل مسلمة تعد بالمئات انضموا إلى هذا الجيش. بما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه وهو في طريقه بجيش العسرة إلى تبوك عندما مر بقرية الحجر لبني سليم؟ ج عندما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقرية الحجر لبني سليم (قرية الحجر التي دمرها الله تعالى على أهلها من قوم ثمود الذين بغوا بوثنيتهم واستطالوا على نبيهم حتى هلكوا) وهو في طريقه بجيش العسرة إلى تبوك، أمر أصحابه فقال صلى الله عليه و سلم : ( لا تشربوا من مائها شيئاً و لا تتوضئوا منه للصلاة ، و ما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ، و لا تأكلوا منه شيئاً ، و لا يخرجنَّ أحدٌ منكم إلا و معه صاحب له ). ماذا حدث للرجلين من بني ساعدة الذين لم يتبعوا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في قرية الحِجْر وهم في طريقهم إلى غزوة تبوك ؟ ج حدث للرجلين من بني ساعدة الذين لم يتبعوا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في قرية الحجر وهم في طريقهم إلى غزوة تبوك، أن أحدهم خرج لقضاء حاجته مخالفاً أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدم الخروج وحده: فخنق في طريقه، وخرج آخر خلف بعيره مخالفاً أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم: فإذا الريح تنقله إلى ما بين جبلي طيء .
تابع الجزء الثانى
الحلقة الرآبعه و السبعون غزوات رسول الله صلى الله عليه و سلم
غزوة تبوك ( غزوة العسرة ) (آخر الغزوات) الجزء الثالث و الأخير ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما عَلِم بأمر الرجلين الهالكين المخالفين أمره في قرية الحجر، أثناء خروج جيش العسرة لغزوة تبوك ؟ ج عندما عَلِم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر الرجلين الهالكين المخالفين أمره في قرية الحجر، أثناء خروج جيش العسرة لغزوة تبوك، قال لصحابته: ( أَلَم أنهكم أن يخرج منكم أحد إلا مع ومعه صاحبه ؟! )، ثم دعا للذي أصيب بخنق فشفي، وأما الآخر الذي وقع في جبال طيء فإن طيئاً أهدته لرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد عودته للمدينة. كيف وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم تبوك عندما قدم بجيش العسرة ليغزوها ؟ ج عندما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم بجيش العسرة لغزو تبوك، لم يجد بها ما يشير إلى أي استعداد لقيام الروم أو غيرهم بما يمكن أن يكون تهديداً للمسلمين، وانتظر بها بضعة أيام. من الذي جاء لمقابلة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بأرض تبوك ؟ ج عندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بأرض تبوك، جاء لمقابلته الحاكم النصراني لأيلة بالشام. كما جاء أناس من أذْرُح وجرْباء وأهل ميناء ... يطالبون بالصلح، وأن يبقوا على دينهم، ثم يدفعوا الجزية المعلومة كغيرهم. فوافقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على هذه المسألة، وأمر أن يكتب للحاكم كتاباً بذلك، وكتاباً آخر إلى مجموعة القبائل الأخرى، وأجرى الصلح مع أهل ميناء على ربع ثمارها، أما الآخرون فإنهم يدفعون الجزية كل عام. ماذا جاء في كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لحاكم أيلة النصراني الذي كتبه له وهو في تبوك ؟ ج جاء في كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لحاكم أيلة النصراني الذي كتبه له وهو في تبوك : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا أَمَنَة من الله و محمد النبي رسول الله ليوحنا و أهل أيلة ، سفنهم و سياراتهم في البر و البحر لهم ذمة الله و محمد النبي و من كان معه من أهل الشام و أهل اليمن و أهل البحر ، فمن أحدث منهم حدثاً فإنه لا يجوز ماله دون نفسه ، و إنه طيب لمن أخذه من الناس ، و إنه لا يحل أن يمنعوا ماءً يردونه و لا طريقاً يريدونه من بر أو بحر ). ماذا جاء في كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لأهل أذرح وجرباء الذي كتبه لهم وهو في تبوك ؟ ج جاء في كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لأهل أذرح وجرباء الذي كتبه لهم وهو في تبوك: ( هذا كتاب من محمد النبي لأهل أذرح و جرباء إنهم آمنون بأمان الله و أمان محمد النبي و إن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة ، و الله كفيل بالنصح و الإحسان للمسلمين ). ما السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في تبوك ؟ ج السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في تبوك سنة 9هـ، هي سرية خالد بن الوليد لأكيدر بن عبد الملك الكندي وكان ملكاً في دومة الجندل التي هي حصن وقرى من قريات وادي القرى، وكان قوامها 420 رجلاً، قال صلى الله عليه و سلم لخالد: ( ستلقاه يصيد الوحش أو البقر فتأخذه )، و قتل حسان أخ أكيدر و هرب من كان معه وأسر أكيدر وأرسل خالد قباء أكيدر لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، وعجب منه المسلمون فقال صلى الله عليه و سلم: ( أتعجبون من هذا ؟ و الله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا ) ثم أعطى الجزية، وقتله خالد في عهد أبي بكر ومازال كافراً. كيف أنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوه لتبوك ؟ ج أنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوه لتبوك، بعد تشاور مع صحابته حول التقدم لغزو الروم في مناطق الشام الواسعة، واستقر رأيه صلى الله عليه و سلم على العودة إلى المدينة، مادام أنه لم يُؤذن له في ذلك الأمر. لماذا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعض صحابته بهدم مسجد الضرار، أثناء عودته إلى المدينة من غزوة تبوك ؟ ج مسجد الضرار أقامه بعض المنافقين عندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتجهز لغزوة تبوك، وكان هدفهم استدراج الناس إليهم، وأخبر المنافقين رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم أقاموه لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والشاتية، كما طلبوا منه صلى الله عليه و سلم الصلاة فيه ليأخذ الصبغة الشرعية، وأثناء عودة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة من غزوة تبوك، أتاه خبر المسجدإذ نزل فيه قول الله تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) } (سورة التوبة)،
فدعا صلى الله عليه و سلم اثنين من أصحابه هما مالك بن الدُّخْشُم ومعن بن عديّ، فقال: ( انطلقا إلى هذا المسجد الظالم فاهدماه و حرقاه ). وفعلاً أتياه فهدماه وحرقاه، وتفرق أهله عنه وتركوه للنار تلتهمه، فكان أَمْرُ إِزالته كسراً لنفسيات أولئك المنافقين المتمردين. كيف توضح قوة إيمان الصحابي أبي خيثمة وحبه للخروج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى غزوة تبوك ؟ ج تظهر قوة إيمان الصحابي أبي خيثمة وحبه للخروج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى غزوة تبوك، وقد جاء إلى بيته حيث وجد زوجتيه في زينتهما، وكان الوقت شديد الحرارة، ورطوبة البيت تغري بالراحة. غير أن أبا خيثمة يتصرف عن طيب نفس وهو يقول: ويكون رسول الله في الحر، وأبو خيثمة في ظل بارد وامرأة حسناء! ما هذا بالنَّصْف!" أي بالإنصاف" والله لا أدخل عريشة واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فهيئا لي زاداً. وهكذا انطلق بسلاحه على راحلته ليلحق بالركب المؤمن السالك في سبيل الله ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم في رحلة طويلة وأيام لاهبة، قهرها بقوة عقيدته، ومن أجل الحياة الخالدة المنتظرة، ورآه الناس من بعيد فقالوا: يا رسول الله راكب مقبلٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( كن أبا خيثمة )، فقالوا والله أبو خيثمة، وأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبره بخبره، وقال في قصته هذه شعراً. ما المؤامرة التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أثناء عودته للمدينة من غزوة تبوك ؟ ج المؤامرة التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أثناء عودته للمدينة من غزوة تبوك، أن اثني عشر منافقاً من شر المنافقين تواطؤوا على قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وذلك بأن يضايقوه في عقبة في الطريق حتى يسقط من راحلته فيهلك، وفعلاً لما وصل إلى العقبة وكان حذيفة بن اليمان آخذاً بخطام ناقته صلى الله عليه و سلم ، وعمار بن ياسر يسوقها، وإذا باثني عشر راكباً قد اعترضوا ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم. قال حذيفة رضي الله عنه: فأَنْبَهْت رسول الله صلى الله عليه و سلم. فصرخ فيهم فولَّوا مدبرين. وفيهم نزل قول الله تعالى: { ... وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ...(74) } (سورة التوبة)، ودعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأصابهم الدُّبيلة؛ وهي خُرَّاج يخرج في الظهر فيظهر على القلب فيهلك صاحبه ولا ينجوا أبداً. ما الكرم الذي حظي به الصحابي ذو البجادين من رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك ؟ ج عبدالله ذو البجادين، اضطره قومه إلى أن يهاجر ويترك أهله وماله، ويخرج في بجاد" وهو ثوب غليظ كالكساء" ولما وصل المدينة وقارب أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم بجاده قسمين فاتزر بنصفه وارتدى بنصفه الآخر، فقيل له ذو البجادين. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: قمت من جوف الليل، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار ناحية المعسكر فاتبعتها، فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر، وإذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه إليه وهو صلى الله عليه و سلم يقول:
( أدنيا إليَّ أخاكما ) ، فدلياه إليه، فلما هيأه لشقه قال صلى الله عليه و سلم: ( اللهم إني أمسيت راضياً عنه فارض عنه ). قال عبدالله بن مسعود : فقلت : ياليتني كنت صاحب الحفرة .