عنوان الموضوع هو ( حَاجَتنَا إلَى الأمَل 2 ) وهو في واقع الأمر رداً ..
على موضوع نائبة الإدارة الأخت ( شَمس القَوَايِل ) ..
كما هو موضَّح في الرَّابط أعلاه ..
ولاشكَ أن أصعب شيء في الحياة هو أن نفقد ثقتنا في أنفسنا ..
وأن نفقد ( الأمل ) في الأماني الحلوة والعزيزة التي نحلم بها ..
وننتظر تحقيقها في أقرب فرصة ممكنة ..
وفي أجواء تمكننا من الاستمتاع بها للدرجة التي ترضينا وتشبع فينا
الاحتياج الذي طالما تعطشنا للارتواء منه؟!
ولك أنت كإنسان أن تتخيّل حياتك مجردة من دون ( أمل ) تنتظره ..
ماذا سوف تكون .. مجرد صحراء قاحلة جافة لا طعم لها ..
وإلى ماذا سوف تؤول حياتك .. إلى مجرد حياة رتيبة مملة لا معنى لها؟!
صحيح أن الظروف المحيطة بنا محبطة في كثير من الأحيان ..
وصحيح أن المناسبات الحلوة والسارة أقل بكثير من تلك المناسبات السيئة
أو المؤلمة بشكل عام وصحيح وصحيح الـــخ ..
ولكن هذا لا يمنع من أن يكون لدينا ( أمل ) يكون بمثابة الشمعة ..
التي تضيء دروباً بعد الله .. ويجعلنا ننتظر العد بتفاؤل وإشراق ..
بل حتى أولئك النفر الذين يشتكون من عدم وجود ( الأمل ) بداخلهم
إنما هم عكس ذلك؟!
أقصد أن بداخلهم ( أمل ) وأكثر من ( أمل ) ولعل أقرب تلك (الآمال)
هو انتظارهم للغد واستعدادهم له؟!
فـ ( الأمل ) اذن موجود ولكن ما نريده ..
هو ان ننظر إليه بصورة أكثر إيجابية .. أن نزيد مساحته بداخلنا ..
بشكل أكثر على نحو نشعر بأن بداخلنا واحة غناء خضراء ..
واحة مليئة بالمناظر الجميلة والروائح الزكية والأجواء الرائعة ..
المريحة للنفس .. والتي تشجع على العطاء .. وتدفع على الإنتاجية؟!
وهناك لا شك مواقف مؤلمة تمر عليك ..
فتحز في نفسك وتضايقك من نفسك ولكنك حينما تعلم ان مصدر هذا الألم
غير المقصود من إنسان تحبه ..
هنا يختلف الوضع ويتحول اليأس ( أملاً ) .. والاحباط تفاؤلاً ..
لأنه مهما صدر منه .. فلا يمكن ان ترى هذا الشيء سوى جميل جداً ..
وله مدلولات أخرى في نفسك .. ويعني أشياء كثيرة إيجابية ..
وخذ إن شئت المثال التالي .. مجرد مثال فقط؟!
إن أصعب شيء على نفسك وأقساها على قلبك أن يلجأ إليك أعز الناس
إلى قلبك وأقربهم إلى نفسك .. أن يلجأ إليك والدموع رقراقة في عينيهِ
وحشرجة بكائه تكاد تؤملك ..
يأتي إليك طالبا مساعدتك .. وأنت لا تملك سوى ان تقف عاجزاً ..
عن تقديم ما يريحه أو عاجزاً حتى عن الإجابة عن تساؤلاته الحائرة ..
بل الأكثر من ذلك أن تكون عاجزا حتى ان تمسح بيديك ..
تلك الدموع الغالية المنهمرة على خديه لتخفف ما به ولتشعره بأنك معه
وقريب منه ولن تتخلَّ عنه؟!
صعب عليك أن تسمع صوت بكائه وأنت تحس بداخلك أن ما يشتكيه ..
هذا العالي ومايعانيه لا بد أن يكون قاسياً .. بدليل أنك تشعر بكبريائه
ينهار مع نشيج عبراته المتقطعة وآهاته المتعبة ..
بل أسفه الشديد المتكرر لك عن كل ما بدر منه من ازعاج لك ..
بسبب مشاركته أحزانه ..
وما علم هذا الإنسان الغالي انك سعيد أيما سعادة ليس بسبب ألمه
ولكن لأنه تذكرك وقت ألمه مما يعني أنك قريب منه ولصيق بهِ ..
لأن الإنسان وقت الألم لا يفكر إلا في الإنسان الذي يجد فيه نفسه ..
ويشعر به وبحاجته للحديث معه؟!
وصعب عليك أكثر أنك في الوقت الذي تحاول تتقرب منه وتتفهم ما به
فتسمع منه رداً قاسياً .. إذ يقول لك مثلا أرجوك دعني وشأني ..
أو اتركني وحالي؟!
عبارة قوية وقاسية وشديدة على نفسك حينما يكررها عليك كلما حاولت
أن تتقرب منه أو تسأله عمَّا به .. عبارة تشعرك بحق وكأن هذه اللحظة
هي آخر ما بينكما؟!
ورغم قسوة هذه السهام الجارحة في تلك اللحظات ..
إلا أنك تنظر لتلك السهام على أنها مؤشر إيجابي لحبه لك وقربه منك
بدليل أنه لم يتمالك نفسه وأجهش في البكاء أمامك ..
رغم أن نفسه عزيزة عليه جداً ورغم أنه الحساسية والشفافية نفسها؟!
هذا فقط مجرد مثال كما ذكرنا ولكن الشواهد الحياتية اليومية ..
تدل على أننا بحاجة لهذا ( الأمل ) أيًا كان .. بحاجة لأن نبحث عنه ..
ونسعى إليه كي نشعر بحلاوة الدنيا ومتعة الحياة؟!
نعم .. يظل هناك ( أمل ) في أن نتخلص من بعض سلوكياتنا ..
التي لا نرضاها لأنفسنا والتي كثيراً ما أحرجتنا مع غيرنا وساهمت ..
في إيجاد عداءات مع الآخرين نحن في غنى عنها؟!
وتظل هناك حاجة شديدة وماسة و( أمل ) أكثر وأكثَر في أن نزيد ..
من رصيد حسناتنا والتوطيد من صداقاتنا ونحافظ على أعز ما لدينا
وأقرب الناس إلينا ..
فـشهر ( رمضان ) آآتٍ عمَّا قريب .. وما زال فيه الكثير ..
والأبواب مشرعة لأن نوسع دائرة ( الأمل ) أكثر وأكثر لتشمل أشياء
أخرى جميلة نرضى عنها نحن ويرضى عنها الآخرون ولعل أهمها
الأعمال الصالحة ورسم البسمة على شفاه كل محتاج؟!
أحياناً أتساءل ولِمَ هذا التعلق الكبير بـ ( الأمل ) والانجذاب إليهِ؟!
وحينها أقول ربما كان لهذا ( الأمل ) معنى جميل .. ومذاق خاص ..
لأنه يرمز إليك ويرتبط بك .. ( لا لا ) بل من المؤكد أنه كذلك ..
لِمَ لا .. وأنتَ ( الأمل ) نفسه؟!
/
/
إنتــَــــــــــر