(اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ خُشُوعَ الايمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذّلِّ فِي النّارِ)
ويستمر التضرع والدعاء بقلب أنفطر من تصور المآل وبروح تشوقت لرؤية النعيم وذابت ولها في كشف بعض أسرار التقرب القدسي فذلك المقام مقام أعتراف ورجاء..
(يا رَبِّ هذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَجيرِ بِكَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَغيثِ بِكَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ الْهارِبِ اِلَيْكَ مِنَ النّارِ، هذا مَقامُ مَنْ يَبُوءُ لَكَ بِخَطيئَتِهِ وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَيَتُوبُ اِلى رَبِّهِ، هذا مَقامُ الْبائِسِ الْفَقيرِ، هذا مَقامُ الْخائِفِ الْمُسْتَجيرِ، هذا مَقامُ الَْمحْزُونِ الْمَكْرُوبِ، هذا مَقامُ الْمَغْمُومِ الْمَهْمُومِ، هذا مَقامُ الْغَريبِ الْغَريقِ، هذا مَقامُ الْمُسْتَوْحِشِ الْفَرِقِ، هذا مَقامُ مَنْ لا يَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَيْرَكَ، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً اِلاّا اَنْتَ، وَلا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِواكَ، يا اللهُ يا كَريمُ، لا تُحْرِقْ وَجْهي بِالنّارِ بَعْدَ سُجُودي لَكَ وَتَعْفيري بِغَيْرِ مَنٍّ مِنّي عَلَيْكَ، بَلْ لَكَ الْحَمْدُ وَالْمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ عَليَّ )...
وفي حلكة ذلك الليل الأليل يتخيل ذلك العبد سود أفعاله وكل ذنب يعدده ينظر إلى نجم من نجوم الكون وهو يحدث نفسه قائلا ماقدر فعلي أمام كوكب من هذة الكواكب المتسعه وماقدر ذنوبي أمام خلق من مخلوقات الله التي تتسع يوما فيوما وماقدرها أمام رحمة الله التي وسعت كل هذه النجوم...
وفي ليالي القدر يستلهم الرحمات ويستشعر البركات بعدما شد حيازمه للتوجه نحو الكمال المطلق فلم يخيبه الرحمن وكيف يخيبه وهو من دعاه إليه وكيف يعرض عنه وهو من دله عليه وكيف يصرف وجهه الكريم وهو من ألهمه حبه ووهبه سيبه وكيف يحرقه بالنار ولطالما عفر جبينه سجودا لعظمته وكبريائه..
أيرجع خائبا وأكرم الأكرمين هو المدعو وتخيب الآمال وأرحم الراحمين هو المرجو...
(اَللّـهُمَّ امْلاَ قَلْبي حُبّاً لَكَ، وخَشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْديقاً لَكَ، وَايماناً بِكَ، وفَرَقاً مِنْكَ، وَشَوْقاً اِلَيْكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ)..
وبعد ما أأنتعشت روحه في ذاك الوصال وارتوى قلبه من صفو الزلال واكتست نفسه من فيض الكمال وانقضت عدة الأرتحال سار نحو أهله محملا بحلل الجمال...
(العودة للأهل في اللوحة الأخيره المقبله)...