النيّة في العدوان على العراق ليست وليدة اللحظة، فهي مبيتة قبل الحادي عشر من سبتمبر.. والرغبة الأكيدة في ضرب العراق والقضاء على نظامه الحالي تأكدت بعد حرب الخليج..
بعد غزو أفغانستان أصبحت أمراً حتمياً.. فلا الأمم المتحدة ولا الدول "المعارضة" تستطيع وقف العدوان الثلاثي على العراق، إن حلف أميركا ـ بريطانيا ـ اسرائيل أقوى بكثير من دول "الخير"، وفي النهاية سيجد "محور الشر" الثلاثي المبررات الكثيرة التي "يتمحك" بها ويبرر "غزوته الجديدة".
خطاب بوش مليء بالحجج والطروحات التي تركت الباب مفتوحاً لجميع الاحتمالات!!.
الحديث عن الهجوم على العراق بدأ مباشرة بعد غزو أميركا لأفغانستان، وبعد أن حدد بوش أهداف سياسته الخارجية "من لم يكن معنا فهو ضدنا"، العراق لم "يفهم" الاشارة بل تمادى في "العند" أما من فهم ما يريد بوش قد يسلم من العواقب وقد يستبعد من "محور الشر" ـ مؤقتاًـ وينفد بجلده إلى حين!
في نوفمبر من العام الماضي، وفي حديقة الورود! في البيت الأبيض الأميركي استقبل بوش موظفتين تعملان في الأمم المتحدة تم اطلاق سراحهما من أسر حركة طالبان، انتهز بوش اللقاء فرصة ليوجه تحذيره الأول الى العراق : "اذا لم يمكننا صدام حسين من مراقبة أسلحته غير التقليدية، فسيرى بأم عينه ماذا سنفعل"!، واذا كان العراق ينتج أسلحة الدمار الشامل فهو بمثابة هدف شرعي ضمن أهداف محاربة الارهاب!
ماذا يريد بوش من العراق؟.. يريد الكثير وليس فقط ما جاء في خطابه من مطالب أساسية، تمثلت في التخلي عن كافة أسلحة الدمار الشامل، التوقف عن قمع الشعب العراقي، ضمان استخدام أموال الأمم المتحدة لصالح الشعب العراقي! الخطاب مليء بالاملاءات والمطالب والشروط، وكل مطلب أو شرط يتخلف العراق عن تلبيته سوف يرى بأم عينه ماذا ستفعل أميركا؟!
المطلب الأميركي الأساسي هو تغيير النظام في العراق ليأتي نظام موالٍ لأميركا يكون معها ومع اسرائيل في خندق واحد ، نظام "صديق" ينفذ الأوامر ويحترم الصداقة، ويعمل في السراء والضراء ما تريده أميركا! بوش عبّر عن ذلك بوضوح في خطابه الموجه للعالم "اذا نشأ نظام آخر في العراق، بامكانه الانضمام الى أفغانستان وفلسطين كدول ديمقراطية في العالم الاسلامي"!!
المطلوب أميركياً قرضاي في العراق وقرضاي في فلسطين والحبل على الجرار بعد النموذج المطروح!
يريد بوش من العراق أن تكون له علاقات جيدة مع اسرائيل.. ولن يتم ذلك في ظل النظام العراقي الحالي الذي يمثله صدام.
يريد بوش ان يكون العراق الاحتياطي الاستراتيجي للنفط والعراق لديه مخزون كبير.. ولن يتم ذلك في ظل النظام المعادي لأميركا!
والسؤال هنا: من الذي أعطى أميركا كل هذا الحق الذي جعلها تتحكم في مصائر الشعوب، وتتصرف كأنها شرطي العالم؟ من الذي خولها بأن تتحدى الارادة الدولية إذا أخفقت في اتخاذ قرار "يفوضها" في عمل ما تريد ضد العراق؟
من الذي فوض بوش أن يتحدث باسم الأمم المتحدة ويقول ان مصداقيتها سوف تكون على المحك إذا لم تتخذ قراراً بشأن العراق خلال أيام أو اسابيع.. لا أشهر أو سنين؟!
الأمين العام للأمم المتحدة اكد في كلمته على القول "يجب التحرك معاً من خلال المنظمات الدولية ذات الصلاحية، فحتى أقوى الدول تعلم ذلك، لا بديل لشرعية الأمم المتحدة".
سلمت يداك أخي الفاضل على هذا الموضوع
ولا حرمنا الله من طلاتك