رأيتها تقبل علي وكلها أسى وحزن ،تكاد تعتصر من الضيق فتبادر إلى الفكر بما يمكن أن يكون السبب وراء ما قد أصابها وهي التي كان الكل يشهد لها بالمرح والسعادة التي تفيض منها فتعطي بغير حساب حتى أن كل من يعرفها يتمنى ألا يفارقها .
توقفت عن الحركة وشل تفكيري وانطلق لساني بما يسألها عن ماتبادر إليه الفكر فقلت لها : مابك مالي أرى الحزن قد أشاع عليك ستاره القاتم . تهربت من الإجابة ولكني كنت ملحاً عليها بسؤالي مطالباً بالإجابة فأتاني الجواب بعد كثير صمت فكان أن قالت:لقد سببت لي التعب والعناء ولازلت مستمراً في حالك هذه.
أصابتني الدهشة وقلت:ماذا فعلت لكي حتى أسبب كل هذا العناء والضيق .قالت: لقد أثقلت علي الهموم حتى أصبحت كالجبال فهلا أرحتني منها وجعلت الأمل يدخل إلي من جديد فلقد نسيت شمل السعادة واشتقت إليها .فأجبتها قائلاً:يا نفسي من لي غيرك حتى أبادله الأحزان والهموم فالسر إذا خرج من اثنين أصبح على كل لسان . قالت: ومن أين هذه الأحزان . فقلت لها : كل ما أقاسيه من بلاء هو بسبب هذا القلب الذي هوى من لا طاقة له بها والطريق بينها وبينه طويل فكيف يكون الحل وكيف العمل؟. |