جدد وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر محمد الأحمد الجابر الصباح الولاء والوفاء بكلمات سطرها بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.
وفيما يلي نصها:
اليوم هو اليوبيل الفضي لتولي صاحب السمو أمير البلاد مقاليد الحكم فقد مرت خمسة وعشرون عاما عرف العالم فيها سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح حفظه الله أميرا للكويت عرفه شعبه الوفي وعرفته دول الخليج العربي وعرفته الأمة العربية والاسلامية وعرفه العالم كله قائدا لشعب صغير ودولة محدودة المساحة جعل سموه اسمها ملء الأسماع مقرونا بالاعجاب محفوفا بالاحترام.
أصغى سموه طويلا وببصيرة القائد الملهم الى ايقاع الزمن فقاد شعب الكويت بخطوات تلائم هذا الايقاع بأقصى ما تستطيعه الطاقة.
وأحس بموقع وطنه وقدراته فحصنه بعلاقات الصداقة على رقعة العالم الممتد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
واستبطن مطالب الشعب فحرص على تحصينه بالديموقراطية ورفعة شأنه بالعلم وحفظ كرامته بنهضة الاقتصاد.
ان الحديث عن سيدي حضرة صاحب السمو الأمير رعاه الله يحتاج الى أقلام كثيرة وثقافات متنوعة وتخصصات مختلفة وذلك لتعدد الجوانب التي خص الله تعالى بها سموه ويأتي على رأس هذه الجوانب في تقديري الجانب الخلقي، ان جابر الأحمد مفطور على رفعة الاخلاق ونزاهة السلوك وعلى طول ما عرفناه لم تكن المصاعب مهما عتت تهزه او تنال من ثباته الا ان يرى قيمة تنتهك او أمانة تخان عندها فقط ترى في وجهه علامات الأسى ومن يقرأ كلمة سموه رعاه الله امام وزراء خارجية العالم الاسلامي بعد التحرير يجد فيها الدليل الحي على ما قلت.
اما رجل السياسة جابر الأحمد فيكفي ان نتذكر ان ربع القرن الذي انصرم من حكم سموه هو فترة التغيرات الكبرى في العالم التي شهدت تفكك الاتحاد السوفياتي السابق وشهدت الغزو الغادر للكويت ثم التحرير. لقد خرجت دولة الكويت من هذه الأزمات الكبرى بأفضل ما تستطيعه دولة بحجم دولتنا وعدد سكانها.
وأما جابر الأحمد رجل المبادرات فيكفي ان يتذكر المواطن أربع مبادرات تحتاج كل منها الى دراسة مفصلة:
المبادرة الى احتياطي الاجيال القادمة تأمينا لغد المواطن واستغلالا للوفرة الحاصلة لهذا الغرض والمبادرة الى انشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لرعاية البحث العلمي بجميع فروعه في داخل الكويت وفي الوطن العربي والاسلامي. والمبادرة الى تخضير الكويت وإذا كان شباب هذا الجيل لا يعرفون الا الكويت التي تزدهر بالخضرة فان الكبار منا يتذكرون كيف كانت الكويت غارقة في القفر الا دوحة هنا ومزرعة هناك.
والمبادرة الى انشاء شركة المطاحن والمخابز التي أمنت للشعب الكويتي كرامة الحصول على الخبز بأيد وطنية بعد ان كانت هذه المهنة في أيدي الاخرين ولهذه المبادرات دلالتها على ما يتمتع به حضرة صاحب السمو من بصيرة وبعد نظر تدلك كيف يحوط أميرنا المفدى شعبه ويحفظ عليه وجوده الحر الكريم.
واننا لنتذكر بكل الاعجاب وكل الاعتزاز كيف استطاع جابر الأحمد التصدي لأكبر ثلاث هزات اصابت دولة الكويت الاولى: هزة المناخ والثانية الاعتداء الاجرامي على موكب سموه والثالثة الغزو الغادر.
وندع حديث التصدي للمشكلات لحديث البناء. ان أحاديث صاحب السمو وخطاباته ترسم مناهج دولة الكويت المعاصرة: اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا.
تأكيد الأخذ بالمنهج الديموقراطي لكن بمفهوم كويتي ملائم لدولة الكويت.
وتأكيد الدعوة الى وحدة الصف وتلاحم شرائح المجتمع. وتأكيد الدعوة الى العناية الدائمة بالشباب باعتبارهم المد المتواصل للمجتمع.
وتأكيد الدعوة الى الأخذ بالتقدم العلمي اذ هو مفتاح الولوج الى المعاصرة وتأكيد الدعوة الى النهضة الاقتصادية فهي ضمان كرامة الفرد والمجتمع والسبيل الى ثقة العالم بنا.
وبالطبع يشعر المواطن معي بان الاحاطة بسجايا اميرنا المفدى لا تكفي فيها كلمة ولا كتاب ولكن ما قلته بيعة ولاء وتقدير وتحية للمناسبة التي تصادف اليوم وهي مرور خمسة وعشرين عاما على تولي سموه مقاليد الحكم.
ولا ننسى هنا الرجلين اللذين يحملان معه الأمانة الثقيلة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ومعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كما لا ننسى شعبا وفيا يجدد البيعة كل يوم لقيادته الأمينة. وتظل ذكرى شهدائنا الأبرار وأسرانا في السجون العراقية ماثلة في أذهاننا اذ هي دائما شاغل سمو الأمير حتى يعودوا سالمين ان شاء الله.
حفظ الله دولة الكويت وحفظ شعبها الكريم وحفظ لهما الأمير القائد الرائد جابر الأحمد الصباح انه سميع مجيب.