[MARQ=RIGHT]الحديث الثامن والثلاثون حديث قدسي[/MARQ]
((من عادى لي وليا))
عن أبي هرية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله تعالي قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما أفترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)) رواه البخاري
قال الشوكاني : (( حديث من عادى لي وليا )) قد اشتمل علي فوائد كثيرة جليلة القدر لمن يفهمها حق فهمهما وتدبرها كما ينبغي.
وأولياء الله ليس لهم علامات خاصة وشعارات يرفعونها قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه : (( وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات فلا يتميزون بلباس دون لباس ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ضفره إذا كان كلاهما مباحا كما قيل كم من صديق في قباء وكم من زنديق في عباء ))
تجب مولاة أولياء الله عز وجل وتحرم معاداتهم ومعني آذنته بالحرب أي أعلمته بأني محارب له وذلك بإهلاكه .
وقوله ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما أفترضته عليه )) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( أفضل الأعمال أداء ما أفترض الله والورع عما حرم الله وصدق النية فيما عند الله تعالي)) جامع العلوم والحكم
وقوله((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل)) التقرب بالنوافل يكون بعد التقرب بالفرائض وأبواب النوافل واسع فينبغي للمسلم أن يجتهد في ذلك وفق استطاعته من صلاة وقيام وصدقة وحج وعمرة وقراءة القرآن مع تدبر معانيه وذكرالله عز وجل وهذا هو طريق طهارة النفوس وزكاتها حتي تكون مهيأ لمحبة الله عز وجل وثوابه.
قوله((حتي أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )) أي جميع جوارحه مشغوله بالله فالأذن لا تسمع إلا بالله وإلي مايرضي الله ولا ينظر بعينه إلا ما أمره الله به ويكون اله عون له بيده ورجله علي عدوه .
قوله((وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه))
فيدل الحديث أن ولى الله مستجابه دعوته
ملاحظه : فلنحرص علي النوافل لأنها تجبر الفرائض قال عليه الصلاة والسلام (( انظروا هل لعبدي من تطوع فتكمل به فريضته)) صحيح الجامع
ومهما بلغ العبد أعلي الدرجات فينبغي له ألا ينقطع به الطلب من الله وذلك لما فيه من إظهار الذل والخضوع له . |