قد يزيف الإنسان مشاعره...
ويستطيع إخفاء حقيقته...
ربما يفلح في الإقناع...
ويقود الناس إلى الضياع...
ويشعر القلوب الطاهرة بالالتياع...
الالتياع منه وعليه بعد أن يجيد التمثيل...
ربما يوجد من بني البشر أناس تتقمص الشخصيات...
وتؤدي أدوارها ببراعة فائقة...
وقدره على الإقناع عجيبة...
لكن هذا لن يستمر طويلاً...
فستظهر الحقائق جلية وواضحة أخيراً...
وكما قيل : شعاع الشمس لا يخفا ونور الحق لا يطفا...
أنتِ أيتها المزيفة...
يا من رفعتي الشعارات البراقة...
ورددتِ الكلمات الجميلة...
بهدف لفت الأنظار...
فزعمتي انك مختلفة والحقيقة أنك متخلفة!!!...
هل تظنين انك ستستمرين في دروب الخداع إلى الأبد؟!...
تكذبين وتكذبين وتكذبين...
ولا تجدي شيء يروج أكاذيبك بين الناس...
سوى الأيمان المغلظة!!!...
تحلفين كي تعززي مصداقيتك...
خفتي من الناس ولم تخافي الله...
ضيعتي الأخلاق والدين...
فلم تكوني صادقة في مزاعمك...
والويل لك ـ إن لم يغفر الله لك ـ على فجورك وعصيانك...
تحلفين بالله وتعلمين انك كاذبة...
تدعين التمسك بالقيم الأخلاقية...
وهي عندك ليست سوى شعارات ترفع وقت الحاجة إليها!!!...
وأما الحقيقة غير ذلك...
فأنت قبلتي بما لا تقبل به فتاة حرة... أبية... شامخة!!!...
بحثت عن الكبرياء الأنثوي عندك فلم أجده...
مع العلم بأنه موجود في قلب كل فتاة منذ بدء الخليقة...
فأين هو منك؟!...
أظهرت البراءة واخفيتي الدناءة...
قدرتك عجيبة وغريبة على التلون...
لقد فقتي الحرباء يا أمراة!!!...
ذات نهار قلتي لي : لست كبقية الفتيات؟!...
والله لقد صدقتي وأنت الكذوبة...
نعم ...أنتِ مختلفة عنهم في كل شي...
وأتمنى ان لا يكون مثلك الكثير...
لا تتعجبي مما أقول ولا تستغربي...
لقد سقط القناع!...
وظهرت الحقيقة المؤلمة وعرفت الواقع المر...
فتقبلتها بالرغم من كل شي...
صُدمت...
فبكيت...
وشكيت...
وندمت...
وأسفت...
وتهت ...
ولكن...
في لحظات خيم السكون فيها علي...
أعدت التفكير...
فعرفت بأن ما حدث كان في صالحي...
والأولى بي أن أبتسم وأسعد وأفرح...
فأقيم الأفراح والليالي الملاح...
إذ لا شي أأسف عليه...
وكيف نشعر بالأسف على من لا يستحق ان نأسف عليه؟!...
إن كان هناك ما يؤسف عليه؟!...
فهو الوقت الذي ذهب هدراً... وأنا أفكر فيك...
ما كان لمثلي أن ينظر إلى من هي مثلك!!!...
ولكن هكذا شاءت الأقدار!...
أنت سبة في جبين النساء!...
ومن يعرف حقيقتك عند رؤيتك يستاء!...
تدعين الذكاء حيث لا ذكاء...
وتظنين ان خداع الناس والمكر بهم...
يدل على الحنكة والفطنة والدهاء...
وهو والله قمة الغباء...
ومن يفعل فعلك ليس من الأسوياء...
وستكتشف حقيقته ويظهر وجهه القبيح...
عندها ليس له سوى الانزواء بعيدا عن الناس...
لأنهم سيلفظونه ويتواصون باجتنابه...
سيخسر أحبابه ويهجره أصحابه...
هذا مصيره في دنياه والله أعلم بآخرته!...
هل علمتي الآن مقدار خسارتك؟!...
أيتها الخائنة التي لم تعرف الإخلاص...
أيتها الكاذبة التي لا تعرف الصدق...
أيتها المتلونة كالحرباء...
أيتها المخادعة...
أيتها المنافقة...
أيتها المزيفة...
ارحلي غير مأسوف عليك....
فمثلك البعد عنه غنيمة ومكسب وتجارة رابحة...
اذهبي إليه أيتها الخائنة فأنت مثله...
بل نسخة طبق الأصل منه...
والطيور على أشكالها تقع...
لم تعرفي الحب وليس لمثلك أن يعرفه!...
ورحم الله بن زيدون إذ يقول :
ليس منك الهوى ولا أنت منه *** اهبطي مصر أنت من قوم موسى
اهبطي مصر أنت من قوم موسى
اهبطي مصر أنت من قوم موسى
اهبطي مصر أنت من قوم موسى
اهبطي مصر أنت من قوم موسى
اهبطي مصر أنت من قوم موسى
اهبطي مصر أنت من قوم موسى
العرض الشجري
