الحمد لله الذي فظّل ( فضّل) العربية على باقي اللغات ، فأنزل بها محكم الآيات ، قرآنا عربيا غير ذي عوج !! تحدى به تعالى أهل اللغة وأرباب الفصاحة ، فكانت المعجزة الخالدة الباقية !ّ! لم يحتج العرب الأوائل أن يتعلموا اللغة ويدرسوها ، فقد كان يأخذها الصغير عن الكبير ، وأتقنوها أيما إتقان ، وانتشر الإسلام ودخل تحت ظلاله أمماً وأجناساً مختلفة ، واختلط بسبب ذلك العجم بالعرب!! فدخلت العجمة على اللسان العربي ,, وليس في ذلك عيبا
ولكن المؤسف أن العرب قد استعجمت ألسنتهم ، وتجد في المنتديات تلك الأخطاء النحوية المؤلمة,, ولا أدعي كمالا ، ولكن بلغ العوار أن لم يعد يفرق الكثير منا بين الضاد والظاء ، فنجد من يقول
( لاحظ >> لاحض
,, ارفض >> ارفظ ,, ضعف >> ظعف ,, و هلم جرا
فهل يجوز السكوت عن ذلك ؟ والر
ظا به ، أعني الر
ضى به ؟؟ أم علينا أن ن
ضهرَ أقصد أن ن
ظهرَ لهم ويبن بع
ظنا لبع
ظ ؟؟
أرأيت !! كم تحس بالألم ، مثلما أحس به !! ألا تشعر بذلك ؟؟
هذه المشكلةُ قديمةٌ ,,ومن المضحك المبكي ان نجد اناسا بلغوا من العلم درجات ومازالوا الا الآن لا يستطيعوا التفرقه بينهما ,, و من المؤلم ان ترى من يدعو الى العظات و العبر ويكتب باسم الدين و بلغة القرآن لا يقدر على ذلك <<< ان الجهل مؤلم

وقد صنف بعض العلماء مجموعه من الكتب للمساعده في القضاء على هذه المشكله ,, منها للإستفاده :
-الاعتماد في نظائر الظاء و الضاد / تأليف محمد بن مالك .
- كتاب في معرفة الضاد و الظاء / جمع أبو الحسن القيسي .
- زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد و الظاء / تأليف ابن الأنباري
قال الصاحب بن عباد وهو من اوائل المؤلفين في هذا الباب ( إذ كانا حرفين قد اعتاص
معرفتهما على عامة الكتاب لتقارب أجناسهما في المسامع وأشكال أصل تأسيس كل واحد منهما والتباس
حقيقة كتابتهما )
يقول ابن الجزري : ( والضاد انفرد بالاستطالة وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله
فإن ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه فمنهم من يخرجه ظاء ومنهم من يمزجه بالذال
ومنهم من يجعله لاماً مفخمة ومنهم من يشمه الزاي ). كذا ورد
والظاءحرف مجهور وهو أحد الحروف المستعلية وهو للعرب خاصة ولا يوجد في كلام
العجم إلا في القليل .
أما الضاد فهو حرف مجهور وهو عربي خص به الله لسان العرب لا يشركهم فيه أحد من سائر
الأمم.
ولابن مالك كتاب اسمه (((( الاعتماد في نظائر الظاء والضاد ))
جمع فيه ثلاثاً وثلاثين لفظة من الألفاظ المتفقة المبنى المختلفة المعنى وهو ما يسمى بالنظائر
وكل لفظة من الألفاظ تقال بالضاد فيكون لها معنى فإذا قيلت بالظاء كان لها معنى آخر مثل
الحض والحظ والضن والظن
والعضم والعظم
العضم بالضاد مقبض القوس والعضم أيضاً عسيب الفرس والعضم لوح الفدان الذي في راسه حديدة
والعضم الخشبة التي يذرى بها الطعام والعضم خط يكون في الجبل يخالف لونه
وأما العظم بالظاء فواحد العظام وهي قصب
وما أشبه ذلك .
نقلاً من كتاب الاعتماد في نظائر الظاء والضاد لابن مالك صاحب الألفية رحمه الله
ومن افضل الطرق المقترحه للتفريق بينهما حفظ الكلمات فقط ومع الاستمرار والتَّكرار يصبح التفريق بينهما من البدهيات
وقد جمع الحريري رحمه الله في (المقامة الحلبية) الكلمات التي تكتب بـ(ظ) وأن حفظها يُغني عن حفظ الكلمات التي بـ(ض) ..
ونوّه بأن لا تجمد على الكلمات التي ذكرها بل يشمل كل تصاريفها كما قال في آخر أبياتها :
واقْض في ما صرَّفتَ منها كما تقـ ---- ـضيه في أصله كقيظٍ وقاظوا
المقامه طويله لذا سنكتفي بذكر القليل منها:
أيها السائلي عن الضاد والظا ----- ء لكيلا تضله الألفاظُ
إن حفظ الظاءات يغنيك فاسمعها ----- استماع امريءٍ له استيقاظُ
هي ظمياءُ والمظالم والإظـ ----- ـلام والظلم والظبي واللحاظ
والعظا والظليم والظبي والشيـ ----- ـظم والظِّل واللظى والشِّواظُ
والتظني واللفظ والنظم والتقـ ----- ـريظ والقيظ والظما واللَّماظُ
والحِِظا والنظير والظئر والجا ----- حظ والناظرون والأيقاظُ
ولا مانع من الزياده لمن يملك الإفاده