المراءه في وطننا : بين النكره والمعرفه
اقراء واحكم
أنها على الرغم من هذا تصر بعض الجهات على حصرها في باب النكرة الذي قوانين اللغة العربية وقواعدها جعلت هناك اسما (نكرة) هكذا وحيداً هباءً ضائعاً تتخطفه الأنواء لا يعترف به سوى بأن يضاف إلى كلمة أخرى ليجد له صيغة وكينونة .. ومعنى، والاسم النكرة في النحو يقارب تماما الصيغة الرسمية للنساء، فعلى الرغم من كونها على المستوى الرسمي باستطاعتها أن تمتلك بطاقتها الخاصة، وبالإمكان أن تفتح لها سجلاً تجارياً إلا لا يوجد بذاته بل لا بد أن يضاف إلى ولي أمر أو ... معرف .. ليعرف.
وحتى لا يصبح كلامي عائماً بلا جذور سأروي لكم حادثة من الحوادث اللامتناهية التي تتعرض لها النساء على مستوى التعامل اليومي، فقد ذهبت إحدى الزميلات إلى شركة الاتصالات في شارع عائشة بنت أبي بكر لاستبدال شريحة (لاحظوا استبدال وليس استخراج) وطبعاً المقابلة التي واجهتها هناك لا توحي من قريب أو بعيد، بأنها تتعامل مع شركة مهددة بشركة أخرى ستمد فروعها قريباً في السوق أو شركات أخرى قادمة مع بدء العولمة، فالذي استقبلها كان فظاً غليظ القلب، بشكل يتقاطع مع هيئته الخارجية التي كان يحرص فيها على تفاصيل الورع والتقوى!! .. طالع في أوراقها التي تحتوي الجواز، وقال لها احضري بطاقة العائلة، وذهبت وأحضرت بطاقة العائلة، (صديقتي لديها سائق لنا أن نتخيل مئات النساء اللواتي ليس لديهن مواصلات ووقعن في نفس الظرف)، ومن ثم عادت ووضعت الشريحة أمامه مع بقية الأوراق فرفض أن يلتقط الشريحة وصار يدفعها بطرف الورقة، كأنها عينة مختبر تحتوي فيروسات قاتلة، وقال لها .. (معس معرف؟) فأجابته زميلتي ألا يكفيك جميع الأوراق الثبوتية التي أمامك، لتعريفي، فأجابها: لا، احضري معرف ..!! قالت له: الدولة قد اعترفت فيني ومنحتني جواز سفر ومنحتني بطاقة شخصية، وأنت تريدني أن أذهب إلى الشارع لإحضار معرف وممكن أن أطلب من أي مار من هناك أنفحه بعض المال ومن ثم أطالبه .. بتعريفي ..
وتقول زميلتي يبدو أنه لم يكن يمتلك منطقاً قوياً متماسكاً يجعله يرد على هذا الموضوع فقد تركني فجأة وذهب .. بعد أن أصر على قولته العتيدة التي كررها بكل الفجاجة والغلاظة لعدة مرات
..... (معس معرف).
العرض الشجري
