العم ثابت الزحيمي
دفع سائق مسن حياته ثمنا للدفاع عن محارمه ليلقى حتفه بالدهس المتعمد امام مرأى زوجته وابنته في الطريق العام بجوار اشارة المدينة الصناعية بالزاهر بالعاصمة المقدسة.
ولم يكن في حسبان العم ثابت الزحيمي ان حرصه على اسعاد ابنائه بشراء بعض مستلزمات العيد سيحرمهم منه الى الأبد.
وخرج الزحيمي الذي يعمل حارسا لمدرسة بنات ويعول زوجتين و 10 من الأبناء(منهم 6 بنات ومعاقان) من منزله في حي البحيرات متوجها الى السوق لشراء احتياجات العيد لابنائه(اصغرهم في الصف الأول الابتدائي) واصطحب معه زوجته وابنته.
ويسرد ابنه الاكبر تركي تفاصيل الحادثة قائلا: تجاوز والدي بسيارته(الليموزين) التي يعمل عليها فترة اضافية لمواجهة تكاليف المعيشة نقطة تفتيش العمرة ليجد شابين في سيارة فورد حاولا مضايقته والتلفظ عليه بالفاظ نابية وكررا محاولات الصاق سيارتهما بسيارة والدي مستغلين كبر سنه واعتقدا ان عمتي واختي اللتين داخل السيارة مجرد(ركاب) وبدأ الشابان في معاكستهما.
واضاف تركي حاول والدي تجاوزهما اكثر من مرة لكنهما كانا يتعمدان السير امامه والوقوف فجأة في منتصف الطريق وعند اشارة وزارة الحج(سابقا) تجاوز الشابان الاشارة فاستغل والدي الأمر وغير مساره لتلافيهما الا انهما سرعان ما عادا الى الطريق الذي سلكه والدي واقتفيا اثره ومارسا نفس المضايقات حتى اصطدمت سيارة والدي بسيارتهما..
ويواصل تركي التفاصيل: عندما وصلوا الى اشارة المدينة الصناعية بالزاهر اوقف والدي السيارة بعيدا ثم ترجل باتجاه الشابين وهو يحمل في يده قارورة مياه صحية فوقف الشابان بسيارتهما بالقرب من والدي ثم عادا للخلف وبسرعة اتجها للامام ليصدم والدي الذي وقع على الاسفلت ثم عادا ليدهساه مجددا ثم تسحبه سيارتهما لمسافة 25 مترا وسط صرخات اختي وعمتي وصياح شهود العيان في ورش السيارات.
وما ان تأكد الشابان من موت والدي حتى فرا من الموقع واستطاع شهود العيان التقاط رقم السيارة وابلاغ الاجهزة الأمنية.
ويوضح تركي ان عمته(زوجة والده) اصيبت باغماءة وهي تشاهد منظر والدي مهشم الرأس فيما بدأت اختي في الصياح المستمر.
وهاتفتني فسارعت الى الموقع ثم الى المستشفى واتضح ان والدي انقطعت انفاسه رغم محاولات اسعافه بالاوكسجين.
ويختتم تركي حديثه بالقول انهما تجردا من الانسانية ولم يرحما المسن الضعيف واضاف احمد فالح الزحيمي زوج ابنة السائق ان زوجته اتصلت به وهي تصرخ فاعتقد انها تعرضت للاختطاف لكنها لم تكمل الحديث وجاءني صوت رجل امن يخبرني بالحادثة فتوجهت من عملي بتبوك الى المطار ووصلت فجرا وعلمت بالحادث المأساوي.
واتفق كل من عبدالواحد شريف الله ومكي شريف اللذين يعملان في ورش السيارات المجاورة للطريق على ان الحادث كان بشعا ارتكبه اشخاص لا رحمة في قلوبهم.
وأشارا الى ان عددا كبيرا من شهود العيان تابعوه ولم يلتفت الشابان لصياحنا وتنبيههما بأن السائق المسن اسفل السيارة حتى سحباه لمسافة تصل الى 25 مترا بل اشارا الينا بالابتعاد.يذكر ان الجهات الأمنية تمكنت من القبض على الشابين خلال ساعات من هروبهما بعد ارتكاب جريمتهما.
وأوضح مصدر امني بشرطة العاصمة المقدسة ان القضية ما زالت رهن التحقيق من قبل مركز شرطة جرول وستحال قريبا الى القضاء للفصل فيها.
وتقبلو تحياتي اخوكم: للحزن فيني مملكه سلطانها طفل مظلوم
العرض الشجري
