أشْمُخُ وفي عيني دموع حبيسة
وقد أخفيتها بابتسامة جميلة
أكتم آهاتي وأنا الجريحة القتيلة
قالوا:وهم الذين شاهدوا مقتلي: كفاك أسى فقد أبكيتنا وسكبنا لشجونك دموعا سجينة
فقلت لهم : أبكاني الحزن لم لا تبكون؟ أتبخلون بدميعات قليلة؟
قالوا: أثقلتِنا وكلنا قد كوانا الأسى وسقانا علقما فلم تكوني وحيدة.
قلت: نعم هو كواكم لكنه مزقني بأنيابه حتى كدت أصبح له فريسة
وسقاكم وسقاني ولكن من صديد عفن النفوس حتى أدركت عميق الخديعة
قالوا: كلنا خُدعنا حتى فقدنا ميزان الثبات ودارت بأعيننا الدنيا من هول الفجيعة
وبكينا وأبكينا وسامرنا الليل وأبحرنا بقوارب أحزاننا عند رؤيا دموعك الحزينة
وجئنا نحوك وكان الأفق صاف ومراكبنا على المرفأ تباهي السفينة
فكتمنا نيران حسرتنا وصمتنا حتى نعيش وكأننا لم نعرف الحقيقة
فأخبرتنا أجميعنا قتلى وجرحى أم أنت الجريحة وأنتِ القتيلة
فرفعت رأسي لأحدثهم وأنا أصارع دموعي الغزيرة
شجو آلامي يخنقني ومر الذكريات لها حكايات عجيبة
ونظرت إليهم وقد سبقتني عيني للكلام لتفصح عن سر الوجيعة
ما كنت أعرف من أين أبدأ فلن أبكي ولكن سأطرح صورا لواقعي لعل لها في الطرق للموضوع مسيرة جديدة
ولربما أدركتم أن تؤمنوا بقسوة الواقع وتجلي الحقيقة
فما قولكم في طفلة كوجه البدر طلعتها يتودد لها رجل بقطعة حلوى فتقبله لا للحلوى ولكن لأنها رأت فيه صورة الوالد الحبيبة
لكنه كان يستعطفها ويستدرجها حتى يشبع ما في داخله من نوايا خبيثة
وتُفجع الطفلة لتبكي الذنب أتته لكن سوى أنها طفلة بريئة
ويُقدم الجزار للنعجة كل يوم أفضل الطعام فتدعو له وتفكر كيف يكون رد الجميل ولم تعلم بعاقبة الأمر لأنها بريئة وأنها غدا ستصبح ذبيحة
والشاة ترقد في أمن والذئب يغفو بنصف عين تظن أنه يحرسها ولم تعلم أنها الفريسة
والوردة تفوح شذىً وعطرا لتعطر أرجاء الحديقة ثم تُقطف لتموت لأنها جميلة
وأنا اقتلعت جذوري من أرضها لأعيش أبداً شريفة
ويعتصرني الألم وأموت لأجرجر بقايا حياء وعفة بريئة
أسائلكم عن واقع نسجته لي وأنا لا أعرف من الحياة سوى معنى الطهر لا الرذيلة
وأنتم تعيشون في فيض أحلامكم السقيمة
حتى أمنت لها وقنعت أنها صداقة حميمة
فكُشف القناع وتمثلت أمامي صور مريبة
عجز الخيال أن يصورها وأن يملي قصة الأفعى الخبيثة حين اشتهت أكلي وكأني حلوى لذيذة
برْهنت لي بطهر مشاعرها وهي الباغية اللئيمة
كنتم تظنون أنكم أحسنتم الأمر في كتم الحقيقة
إن كان في داخلكم نيران حسرتكم فأنا في داخلي بركان قد أذاب جبالاً وجليداً
ما كان جرحي في حب صادق طعنه الغدر بسيفٍ أراده الخبث بسيف بعد سيف
ما كان جرحي في آمال نسجتها فحطمها من سلّمته قلباً وأسكنته عيناًإنما جرحي في صحب ما أجابوني عندما سألتهم حتى كدت أقع في الحفرة
فبكوا وتناثرت دموعهم كحبات ندى على وجنات وردية
وأطرقوا رؤسهم حزنا وأسى وأنا أرقبهم وقالوا سمعنا ما أشجى قلوبنا ولم ننظر يا للأسف بنظرة جدية
ونؤمن أن الكريم يتجاوز عن العثرة ويجبر الكسرة ذهبت وأنا مولية وقد هممت بالرحيل (كنت أحبكم وجعلتموني الضحية فهذا نصيبي منكم ونصيبكم عندي أن أكون لكم وفية )
إذا سألتم السيف لحسم هذه القضية وقطعتم رأس الأفعى وسحقتم منها البقية حتى تصفو لنا الحياة بصدق فطرتنا وبثبات قلوبنا على الحق نعيش عيشة هنيئة .
وتقبلوا اجمل تحياتي..........
العرض الشجري
