عندما تلاحظ على بعض الناس تركاً لبعض الواجبات والأركان مثل الصلاة ويكون هذا الانسان ممن تحبه وتعزه وتتمنى له الخير في الدنيا والآخرة خاصة اذا كان من أقربآئك أو زملائك في العمل يجيب عن دعوتك له بالالتزام بهذه الامور بقوله : ( الله ما هداني ) , أو ( ادع الله لي أن يهدني ), أو ( ماذا أفعل إذا الله ما هداني ) وجميع هذه الاجابات تدل
على عدم مفهوم ((((((( الهداية من الضلال )))))))
فالله تعالى يبين الحق للجميع , وييسر لهم سبل الهداية , وقد أودع في كل إنسان ( جهاز الاختبار ) يستطيع كل انسان من خلاله ان يختار الحق من الباطل بمحض ارادته , فيستطيع ان يكون أصلح الصالحين أو أفسد الفاسدين ويستطيع ان يأمر رجليه فتذهبا به الى بيوت الله وأماكن الخير , ويستطيع ان يأمر رجليه فتذهبا إلى الفساد والمعصية فالجوارح كلها تأتمر بأمر الانسان ولا تعصيه , والله خلق الجهاز في الانسان ليكون حجة عليه يوم القيامة (( وهديناه النجدين )) أي السبيلين , فإذا اختار الانسان بمحض ارادته طريق الخير اعانه الله عليه وثبته وحببه إليه (( والذين اهتدوا زادهم هدى ) والذين اختاروا طريق الباطل بمحض ارادتهم دون إكراه من أحد فإنه سبحانه وتعاى يزيد من ضلالهم : ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) ولكن سبحانه وتعالى مع ذلك يترك له الفرصة تلو الفرصة وبابه مفتوح دائماً لمن اراد تصحيح المسار وتغير الجادة التي سلكها خطأ كما ورد في الحديث ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )
ولذلك فمن الخطأ القول : ( الله ما هداني ) وهو تهرب من الاختيار الحر الذي اختاره الانسان والافضل ان يسأل نفسه : لماذا لم أهتد وأختر الطريق الصحيح ؟
هدانا الله واياكم إلى الطريق الصحيح........
أخوكم/ حياتي نجد
العرض الشجري
