): أصبحت سيارة الأجرة بمدينة الحسيمة التي ضريها الزلزال الثلاثاء الماضي مكاناً للمبيت . دون أن توجه سؤالا لسائقها يقول لك " أنام في سيارتي منذ ليلة الأربعاء". هجر سائق التاكسي، مثل آلاف الأسر في الحسيمة منازلهم، نسبة كبيرة ومحظوظة منهم تعيش في الخيام وأخرى أمام منازلهم، بينما اختار عدد من سائقي سيارات الأجرة اتخاذ سياراتهم "مسكنا مؤقتا".سيارات من نوع "فيات أنو" أو "فيات تيبو" أو سيارات "بوجو"أضحت مكانا آمنا ضد الهزات الارتدادية التي عرفتها المدينة.
"أبدأ العمل الساعة السابعة صباحا، وأستمر في العمل حتى العاشرة ليلا دون توقف، أحيانا أتجول دون زبناء، المهم أنني أقاوم شدة البرد نهارا داخل سيارتي وأتناول الطعام بها، ولا أغادرها إلا في الحالات القصوى"، يقول السائق الذي لم يدخل منزله منذ الساعة السادسة من صباح الثلاثاء الماضي( بعد ثلاث ساعات ونصف تقريبا على الزلزال العنيف)، "مال المنزل فقررت زوجتي مغادرته إلى بيت عائلتها في قرية غير بعيدة عن الحسيمة، فحملت طفلي الاثنين وأمهما إلى القرية"، منذ تلك الساعات لم يدخل السائق شقته إلا مرتين، "أخذت فقط بعض الأغطية تقيني البرد ليلا".
سائق آخر تمكن بعد جهد من إيجاد خيمة لعائلته المكونة من أمه وثلاثة إخوته وزوجته وطفله الصغير ونصبها بالقرب من منزله الموجود بحي" سيدي عابد" وسط المدينة، وحول سيارته إلى بيت بديل، "حتى فترة القيلولة بعد منتصف النهار أقضيها في السيارة"، يعتبر هذا السائق نفسه من المحظوظين لتوفره على سيارة "عندما اشاهد الازدحام الذي تعيشه عائلتي أحمد الله"، فسيارتي أكثر أمنا في هذه الظروف الكارثية التي نعيشها".
بعض سائقي سيارات الأجرة يعرض منزله لبعض الزوار الذين يثق فيهم ويطمئن إليهم "أحتاج إلى من يشجعني على العودة إلى شقتي". سبب الزلزال هلعا وحالة خوف في نفوس سكان الحسيمة، الخوف من قضاء ليلة بين أربعة جدران، "لم استطع التغلب على حالة الخوف من كل الفضاءات الإسمنتية، ولن أخرج من هذه الحالة إلا إذا شاهدت شخصا يقضي ليلته في شقة"، لذا فأنا مستعد لتوفير الأكل والشرب لكل شخص قادر على المبيت ليلا ولأكثر من ليلة بشقتي، إنها تتوفر على كل ما يحتاجه المرء".
سكان الحسيمة يحتاجون في الفترة الحالية بالإضافة إلى الخيام والأغطية إلى من يخرجهم من الصدمة النفسية التي ولدها الزلزال ، غير أن التكرار اليومي لهزات ارتدادية يؤجل عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.
اختكم شعاع
العرض الشجري
