كان هادئ..
ساكن لايكاد ينطق بالكلمة...
ينظر الي وكأنه يتأمل شي اعتاد على رؤيته..
أمسكت بيده فلعله يحسب لقائنا حلما...
لعله لم يتيقن بأني معه..
أرقبه وكأنني أنتظر العاصفه التي تلي ذلك الهدوء..
وكأنني أنشده بركان من الحب..
أو طوفان من الشوق..
أقتربت منه فربما يحس بدفء أنفاسي...
وكأني أستجديه ان يرى تلك العبرة المسجونه في قفص الجفون..
أو أن يشعر بتلك الآه المختنقه بين جوانحي..
لكنه لازال صامتا يكسوه الغموض...
وفجأة أذا بسيل من الدموع يحيي موت نظراته..
وإبتسامه تعيد لفاه ذكريات الماضي الجميل..
نهض بجسده المثقل بالهموم...
وأخذ بيدي وقال..
((لماذا تأخرتي عن موعدنا؟؟))
فقلت له انه لم أتأخر كثيرا...
فأجابني بحرارة:
لقد لعبت بي الظنون وساندتها الدقائق فخيل لي انك لم تكوني سوى حلم حلمت به منذ دقائق...
حبيبي...
لن ترحلي مجددا..
فلن أسمح لحبال الخوف ان تكبلني مجددا..
فأنت الحياة التي رجوتها...
دعينا نرحل لعالم آخر...
أسكنك فيه عيوني...
وأسقيك شهد حبي...
وأخفيك بين جوانحي..
حبيبي لم يعد مكان ها هنا فأنت لم تخلقي لغيري...
ولن تكوني الا بي...
هنا طار بي الفرح لعالم من حب وأحساس مختلف..
ولم يوقظنا سوى نداء الليل والنجوم وقمر يداعبنا...