[FONT]
اريد تصويت على هذا المقال المنقول عن شخص !
في منزلي و بينما اطفالي يلهون بلعبة تلفزيونية اكترونية تسمى ( بلاي سـتـيـشـن ) ، خطر في بالي ان اجرب مع اثنان من ابنائي لعبة اخرى اسـتخدم فيها ذلك الجهاز الاكتروني .. كاداة ليس الا ، و لك ان تسـتعجب و تسـأل عن هذه اللعبة التي سـأستخدم فيها البلاي ستيشن ضمنها .
قررت ان اقوم بهذه التجربة و سيكون ابطالها اثنان من ابنائي و حتى اعطي نبذة بسيطة عنهما بالنسبة لي فهم كالاتي : ابني الاكبر على و بالطبع فاني احبه جدا نظرا لتفوقه في المدرسة و لصدور تصرفات تعجب أي اب ينظر الى ابنا من ابنائه .. وسأرمز له بالرمز " أ "
و ابني الاخر بســّام .. و هو اصغر ابنائي و ايضا لا يمكن لي انكر حبي الزائد له و كما هو معروف فان حب الصغير لا يعلى عليه و سأرمز له بالرمز " ب " . عموما حتى لا اطيل الحديث .. بدأت بتنظيم مسابقة بينهما في احدى العاب ( البلاي ستيشن ) ، على ان اكون انا من يحكم و ينظم و يصدر النتائج ، و كنت في قرارة نفسي قد اتخذت موقفا وهو ان اظلم احدهما تماما و ابين هذه الظلم بوقاحة .. ليس فيها تدليس او دهاء بل هو واضح وضوح العين لمن يلاحظ ،على ان اعكس الامر في اليوم التالي فمن ظلمته اقف معه و من وقفت معه اظلمه و ذلك لئلا افقد احدا من ابنائي و الا يأخذ في نفسه موقفا تجاهي . و من هنا يمكن لي ان ادرس نفسية المظلوم و نفسية الظالم و كذلك اعطي درسا لابنائي في تذوق مرارة الظلم و اوكد لهم ان الظلم لا يمكن ان يدوم .. بعد ان رأى كل منهما ان الحكم يوما معك و يوما عليك .
بدأت اللعبة او التجربة و بدوري بدأت في الميل الى " ب " فمعظم النتائح جيرتها له في الخانة الصحيحة حتى لو كانت خطأ ، و كنت اسمح له من الوقت ما يمكنه ان يتسلى و يحقق نتائج صحيحة احيانا و احيانا خاطئة و لكنها من وجهة نظري كانت صحيحة دائما " و هذا ظلم طبعا " و كان " ب " لا يبالي بعد ان ضمن ان كل النتائج في صالحه فاصبح يتعمد الخطأ حتى يغيض اخاه " أ " ، لم اكن ابدو كمن يلهو معهما .. فالامر بدا لهما و كأنه جد .. و خاصة الاكبر " أ " اعتقد في البداية ان هزل و لكن عندما راى مني الرضا تجاه اخيه الاصغر " ب " و شيئا من الصرامة على وجهي تجاهه بدأ يجد و يجتهد حتى ينال الرضا هو ايضا .. وعندما لم يصل الى النتيجة التي يرجوها و لاحظ ان كل مجهوداته و حقوقه ذهبت سدى و جـيـرت لـ " ب " الذي هو خصمه في تلك اللحظات .. بدأ حماسه يقل و جهده يفتر ، و صدقوني كنت ارى في عينيه الاحترام و التقدير لي كأب .. و لاحظت نظرات كلها خوف من عقاب الاب ان هو اعترض ، و القهر ايضا مما يجري له و هو لا يستحق ، و بعد ان صبر .. و صبر .. ثارت ثائرته .. و كدت ان انفجر من الضحك و لكن كتمت ذلك في نفسي و انا اراه يفصل سلك الكهرباء و يركل جهاز البلاي ستيشن برجله .. و يصيح باعلى صوته باكيا .. ثم كاد ان يعتدي على اخيه الاصغر ، و عندما حاولت ان ادافع عنه كاد ان يمد يده الى و انا والده .. و كنت متوقعا بل منتظر مثل ردة الفعل هذه .. فالامر اسـتغرق ساعة من الظلم و هو امر لم يتحمله طفل .. فما بالك بشـعب عاش مع الظلم عقودا من السنين كلها تحت نير الاحتلال الاسرائيلي .. هل ياترى سيكون رد فعلهم مسالما كما يريد القادة اليهود ؟ .. سـؤال ينتظر الاجابة من الدولة العظمى الولايات المتحدة الامريكية راعية العدل و السلام .. و ضع عشرة خطوط تحت الكلمتين الاخيرتين .
العرض الشجري
