نافذة على لغتنا الجميلة
يكتب بعضهم: "خالدٌ معصوم عن هذا الخطأ"، وقولهم: "عن هذا الخطأ"، تعبيرٌ لا تسوّغه لغتنا الجميلة، لغة الضاد، لأنَّ العصمة تكون من الشيء لا عن الشيء، فنقول "عصم اللهُ خالداً من الشرّ" لا "عن الشرّ"، فالله يعصمه عصمةً، أي: يحفظه ويقيه ويمنعه.
وتصديق ذلك في كتاب الله من سورة الأحزاب: قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا.
ويقولون: "ولّى أعداؤنا الإدبار" وقولهم: "الإدبار" بكسر الهمزة، خطأ لا تقرّه لغتنا الفصحى، والصحيح هو فتح الهمزة لا كسرها، فنقول: "ولّى أعداؤنا الأدبار" بفتح همزة "الأدبار"، لأنَّ المعنى "جعلوا ظهورهم لنا" كناية عن فرارهم، لأن الغار ينتحي الجهة المخالفة لموقف عدوّه، قال تعالى في سورة آل عمران: وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار!
وورد قولهم: "أسدى إليه الشكر"، واستعمالهم "أسدى" في هذا السياق خطأ لا تجيزه لغتنا العربيّة، ومعاجمنا اللغوية، والصواب أن يقال: شكرهُ لأنَّ الفعل "أسدى" لا يُسْتَعْمَلُ إلا في المعروف عبر سياقه السابق، فنقول: "أسدى إليه معروفاً"، كما جاء في الحديث الصحيح: "مَنْ أسدى إليكم معروفاً فكافئوه"، ومن معاني أسدى في معاجمنا نقول: أسدى بين القوم: أصلح بينهم، وأسدى الثوب: أقام سداه، وأسدى الأمر: أصابه.
فما أعظم العودة إلى لغتنا الفصحى، لغة القرآن الكريم!.
دمتم برعاية الله وحفظه