"عين فرج يسر" في أزقة جدة القديمة
• العين يرجع تاريخها إلى عام 910هـ أي قبل خمسة قرون.
• تم بناء العين في عهد السلطان قانصواه الغوري .
• تدفق المياه في العين استمر لأكثر من 400 عام وإن انقطعت لفترات بسيطة.
• تقع العين بين حارتي اليمن والمظلوم .
اكتشفت بجدة مؤخراً عين ماء تسمى "عين فرج يسر"، وهي عبارة عن بازان "بئر قديمة" يرجع تاريخ إنشائها لحوالي عام 910-915 هـ وقد سميت بهذا الأسم نسبة الى السيد فرج يسر وهو من تجار وأهالي مدينة جدة قديماً الذي قام بترميم العين وأعاد فتحها وأخذت العين أسمه الأخير ( عين فرج يســر ) وقد بنى العين السلطان قانصواه الغوري .
وتقع هذه العين في قلب جدة القديمة بسوق العلوي بين حارة المظلوم وحارة اليمن ، ومصادرها من المياه كانت تأتي من شرق جدة من عين القوصية ويقال عين الغورية نسبة الى السلطان قانصواه الغوري الذي بناءها وهي على مسافة 15 كيلو متراً، وقد جف الماء بها في عام 1304هـ، وتقع هذه العين على عمق ثمانية أمتار وبمساحة 8×12 متراً وبها درج للنزول إليها، ونظراً لذكر هذه العين في كتاب عبدالقدوس الأنصاري عن تاريخ جدة قامت إدارة حماية المنطقة التاريخية بالبحث والتنقيب، وبسؤال كبار السن من أهل جدة عن موقع هذه العين استطاع الشيخ محمد حبيب الريس "يرحمه الله" أن يحدد موقعها ويدل الإدارة على مكانها ووصف أجزاء منها، وأكد ذلك الخبر أحد كبار السن أيضاً، حيث أنهم عاصروا بعضاً من معالمها قبل أن تختفي بالكامل.
وكانت جدة قديماً تعاني من أزمة مزمنة في المياه، وكانت تحصل على احتياجاتها من القرى المجاورة، وقد اعتمد الأهالي على الأمطار حيث صنعوا صهاريج لتخزين المياه بها، وقد بلغ عددها 800 صهريج داخل البلد وخارجها، وكان يتم بيع المياه في موسم الحج، كما كانت هناك آبار مهجورة تخرج منها المياه بالآلات الماصة.
حقائق تكشفها "عين فرج يسر"
إن دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين على جميع المستويات للحفاظ على التراث واضحة وجليلة في جميع أنحاء الوطن الغالي، وجدة مثال على ذلك، كما أن انقطاع العين لفترة طويلة يدل على مدى صعوبة مشكلة المياه التي ذكرها جميع المؤرخون، من الشاري في القرن الهجري الثالث حتى عام 1344هـ، وقد أسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل –طيب الله ثراه- عين العزيزية لجلب المياه من جدة بالطرق الحديثة ومنها بدء استقرار وضع المياه في جدة، وان اكتشاف هذه العين الأثرية بالنظام الهندسي بسريان المياه من مسافة 15 كيلو متراً شرق جدة حتى قلب المدينة وإنشاء الخزانات والقنوات التي تجلب المياه من مصدرها الأساسي بوادي قوص حتى قلب المدينة بزاوية ميول تتفق مع المواصفات الحديثة لخطوط المياه، كما لوحظ أيضاً أن وجود فتحات لصرف المياه الزائدة في أرض العين، كل ذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العمارة في مدينة جدة أقدم من 200 سنة بكثير كما أثبت هذا الكشف قدم وتطور الإنشاءات في مدينة جدة.
كما أن جدة مليئة بالآثار والتراث المعماري الفريد ليس في مبانيها فحسب بل في سورها وبواباتها ومساجدها ومناراتها وقلعتها "القشلة" ومآثرها العمرانية في صهاريجها وأسواقها وأحجارها المنقوشة على فترات من التاريخ، إضافة إلى أن اختيار موقع العين كان موفقاً جداً لوجودها على حارتين رئيسيتين هما حارة اليمن وحارة المظلوم، والحد الفاصل بينهما شارع العلوي، كما أن اختيار مصدر المياه يدل على أن المشروع تمت دراسته بشكل مستفيض وعلمي متقدم حيث استمر تدفق المياه لأكثر من 400 سنة وإن انقطعت لفترات بسيطة، كما تم بناء محتويات العين من الحجر المنقبي والأقواص الرخامية وفق نظام متقن لتصريف المياه تحت البازان الحززة.