العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-07-2012, 02:15 PM   رقم المشاركة : 1
عزالوطن
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية عزالوطن
 





عزالوطن غير متصل

من شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته

تبدو مصيبة بعض الناس في نظرهم في بدايتها بحجم الجبال، حتى يروا مصائب غيرهم،
فتصغر مصيبتهم في نظرهم، وتهون بلوتهم أمام بلوة غيرهم، روى لي صديق عزيز،
وكأنه لمس أطراف معاناتي، ولوعة آهاتي، التي تفوح هماً، وتمور غماً، وتشي حزناً وألماً،
فصول أسطورة صينية قديمة، تقول ان هناك سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا
حتى جاء الموت واختطف روح الابن، حزنت السيدة حزناً شديداً لموت وحيدها، ولكنها لم تيأس،
بل ذهبت إلى حكيم القرية طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كانت،
أو صعبت تلك الوصفة، أخذ الشيخ الحكيم نفساً عميقاً وشرد بذهنه ثم قال: أنت تطلبين وصفة حسناً،
احضري لي حبة خردل واحدة، بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً، وبكل همة أخذت السيـدة
تدور على بيوت القرية كلها، وتبحث عن هدفـها، حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً، طرقت السيدة باباً
ففتحت لها امرأةٌ شابةٌ، فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت
وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ وأخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة، وترك لها أربعة من البنات والبنين،
ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبق منه إلا القليل، تأثرت السيدة جداً، وحاولت أن تخفف عنها
أحزانها، وبنهاية الزيارة صارتا صديقتين، ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى، فقد فاتت مدة
طويلة منذ أن فتحت قلبها لأحد تشكو إليه همومها، وقبل الغروب دخلت السيدة بيتاً آخر ولها نفس المطلب،
ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار، أن زوجها مريضٌ جدا، وليس عندها طعام كاف لأطفالها
منذ فترة، وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة، فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعاماً،
وبقول ودقيق وزيت، ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد، واشتركت معها في اطعامهم،
ثم ودعتها على أمل زيارتها، في مساء اليوم التالي، وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت،
تبحث عن حبة الخردل، وطال بحثها، لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقاً، لكي تأخذ
من أهله حبة الخردل، ولأنها كانت طيبة القلب، فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأحزانه
وأفراحه، وبمرور الأيام، أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماماً أنها كانت تبحث في الأصل
على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن، ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين، ولم تدرك قط أن حكيم القرية
قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن، حتى ولو لم تجد حبة الخردل، التي كانت تبحث عنها، فالوصفة السحرية
قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية. القصة خففت الكثير من همي وغمي، وذكرتني بحكاية
مشابهة لها، مع نابليون وأمه، فقد كان نابليون يدرك مدى وشدة حب أمه له، وخشي عليها بموته أن يحدث لها أمراً
لا تحمد عقباه، فكتب وصيته في رسالة مغلقة، وسلمها لأمه، وتوسل إليها ألا تفتحها إلا بعد موته، وكان أن فتحتها
أمه حسب وصيته بعد موته، فكان نص الوصية، أن تعد لحفلة كبيرة، وتوزع رقاع الدعوة على كل سيدة في
المدينة لم تحزن في حياتها، وفعلت، وأعدت حفلة ولا أبهى، ووزعت الدعوات، وانتظرت، وطال انتظارها، لم يأت
أحدٌ للحفلة، فأدركت أم نابليون، الهدف والمغزى، وأدركت أن الكأس الذي تجرعته قد مر على الجميع دون استثناء..
فيا صاحب الهم إنما انا مثلك وأنت مثلي وكلٌ له همه على مقاسه، وقد يكون من أقرب ناسه، فلا تحزن أيها المكلوم، كلنا في الجرح، واحد......
حســـبي الله ونعم الوكيل ولا حـــول ولا قوة إلا بالله







التوقيع :
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية