العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-11-2011, 10:54 PM   رقم المشاركة : 1
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل
:::: فرحة العيد ::::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فرحة العيد

لكل أمّةٍ مِن الأمَم عيدًا يأنسون فيه ويفرحون ،وهذا العيد يتضمَّن عقيدة هذه الأمة وأخلاقَها وفلسفةَ حياتِها، فمِن الأعيادِ ما هو منبثِق مِن الأفكارِ البشريّة البعيدة عن وحيِ الله تعالى، وهي أعيادُ العقائد غيرِ الإسلاميّة، وأمّا عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعه الله تعالى لأمّة الإسلام، قال الله تعالى: (( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ))[الحج:34]، روى ابن جرير في تفسيره عن ابن عبّاس قال: (منسكًا أي: عيدًا) . أخرجه ابن جرير في تفسيره (17/198)، وعزاه السيوطي في الدر (6/47) لابن أبي حاتم .

وعيد الفطر وعيد الأضحى يكونان بعدَ ركنٍ مِن أركان الإسلام، فعيدُ الفِطر يكون بعدَ عبادةِ الصّوم وعيد الأضحى بعد عبادة الحجّ وبهذا تواترت النصوص الشرعية على حصر الأعياد الزمانية في الإسلام في عيدين حوليين هما الفطر والأضحى، لا ثالث لهما سوى العيد الأسبوعي يوم الجمعة، وأن ما سوى ذلك من الأعياد إنما هو محدث، سواء كان أسبوعياً أم حولياً أم قرنياً أم غير ذلك.

وقال ابن الأعرابي: \"سمّي عيدًا لأنّه يعود كلّ سنة بفرح متجدد\". نقله الأزهري في التهذيب (3/132).

وهذا المعنى في العيد هو الوارد في السنة النبوية الصحيحة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر، وعندي جاريتان من الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر، إنّ لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا)).أخرجه البخاري في العيدين، باب سنة العيدين لأهل الإسلام (952). ومسلم في العيدين، باب الرخصة في اللعب، الذي لا معصية فيه أيّام العيد (892).

فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، والعيد في معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالةٍ من وحي السماء، عُنوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتوسعة.

والعيد في معناه النفسي حدٌّ فاصلٌ بين تقييدٍ تخضع له النفسُ، وتَسكُنُ إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح له اللهواتُ، وتتنبّه له الشهوات.


والأعياد في الإسلام لها أخلاق وآداب منها :

أولاً ـ الفرح والسرور بقدوم العيد :
فالعيد جعل للفرح والسرور لا لتجديد الهموم والأحزان , قالت عائشة رضي الله عنها: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني، وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمرُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعهم، أمنًا بني أرفدة)). أخرجه البخاري في العيدين، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين (988).

قال ابن حجر: \"فيه تعليل الأمر بتركهما، ... أي يوم سرورٍ شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في الأعراس\". فتح الباري (2/442).

قال ابن عابدين: \"سمّي العيد بهذا الاسم لأنّ لله تعالى فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها: الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغير ذلك، ولأنّ العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور غالبًا بسبب ذلك\".حاشية ابن عابدين (2/165).

ففي العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة، ويتنفس المختنقون في جو من السعة، وفيه يذوق المُعدمون طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه.

ففي العيد تسلس النفوس الجامحة قيادها إلى الخير، وتهش النفوس الكزة إلى الإحسان.
وفي العيد تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها.


ثانياً - الاغتسال والتطيب والتزين :
من إظهار الفرح والسرور في العيد الحرص على الاغتسال والتطيب والتزين ولبس الجديد , عن نافع أنّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهم كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى. أخرجه مالك في الموطأ: العيدين، باب: العمل في غسل العيدين والنداء فيهما والإقامة (1/177).

قال البزار: \"لا أحفظ في الاغتسال في العيدين حديثًا صحيحًا\" .انظر: التلخيص الحبير (2/81).

قال ابن عبد البر: \"فأمّا الاغتسال لهما؛ فليس فيه شيءٌ ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من جهة النقل\". التمهيد (10/266).

وثبت أنّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل في هذين اليومين . أخرجه مالك في الموطأ بسند صحيح (1/146).

وقد نقل اتِّفاق الفقهاء على استحباب الاغتسال للعيدين غيرُ واحدٍ من أهل العلم.
قال ابن عبد البر: \"واتفق الفقهاء على أنّه حسنٌ لمن فعله\" . الاستذكار (7/11).
وقال ابن رشد: \"أجمع العلماء على استحسان الغسل لصلاة العيدين\" . بداية المجتهد (1/216).

ويستحب التزين في العيدين في اللباس والطيب عند عامة الفقهاء ,فعن عبد الله بن عمر قال: أخذ عمر جبةً من استبرق تباع في السوق، فأخذها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّما هذه لباس من لا خلاق له)) . البخاري (948).

قال ابن قدامة: \"وهذا يدل على أنّ التجمل عندهم في هذه المواضع – يعني: الجمعة، والعيد، واستقبال الوفود – كان مشهورًا\" . المغني (5/257).

قال مالك: \"سمعتُ أهل العلم يستحبّون الطيب والزينة في كلّ عيد، والإمام بذلك أحقّ؛ لأنّه المنظور إليه من بينهم\" . انظر: المغني (5/258).


ثالثاً ـ لكل عيد سنة :
فيستحب الأكل قبل الخروج إلى الفطر، وأن تكون على تمرات، كما هو هديُ النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته من بعده. انظر: الأوسط لابن المنذر (4/254).

فعن أنس رضي الله عنه:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا . أخرجه البخاري في العيدين، باب: الأكل يوم الفطر قبل الخروج (953)، عن أنس رضي الله عنه.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (إن استطعتم أن لا يغدو أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعل) . عبد الرزاق (5734)، وابن المنذر (2111) .

ويستحب تأخير الأكل بعد الصلاة في عيد الأضحى لقوله تعالى : \" إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) سورة الكوثر .


كما يستحب الخروج لصلاة العيد من طريق والرجوع من طريق أخرى : فعن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي عليه السلام إذا كان يوم عيد خالف الطريق ..أخرجه البخاري في العيدين، باب: من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد (986) .

كما يستحب إظهار التكبير , عن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .

وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال وكيع يعني التكبير . انظر ( إرواء 3/122) .

ثبت عن ابن مسعود عن ابن أبي شيبة أنه كان يقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، بتشفيع التكبير، وفي رواية أخرى له أيضاً بتثليث التكبير وهي صحيحه.تمام المنة (ص356).


وقال ابن حجر في الفتح: أصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال: (كبروا الله، الله أكبر، الله، الله أكبر كبيراً) . فتح الباري (2/536).

الله أكبر قولوها بلا وجل * * * وزينوا القلب من مغزى معانيها
بها ستعلو على أفق الزمان لنا * * * رايات عز نسينا كيف نفديها
الله أكبر ما أحلى النداء بها * * * كأنه الري في الأرواح يحيها

كما يحرم صوم يومي العيدين لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر، ويوم النحر. متفق عليه، أخرجه البخاري في: كتاب الصوم، باب: صوم يوم الفطر، وفي كتاب الأضاحي: باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي (الفتح 3/280، 10/26)، وأخرجه مسلم في: كتاب الصيام، باب: النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى (2/799) .

قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: \"وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال؛ سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك، ولو نذر صومهما متعمداً لعينهما، قال الشافعي والجمهور: لا ينعقد نذره ولا يلزمه قضاؤهما . .انظر صحيح مسلم بشرح النووي (8/15) .

وقيل: إن الحكمة في النهي عن صوم العيدين أن فيه إعراضاً عن ضيافة الله تعالى لعباده. انظر: نيل الأوطار (4/262).






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية