و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

[ملك الرومنسيه]

الأب العاق

و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

هذه قصة احببت ان ارويها لكم لأخذ العضة و العبرة
يقول أحد الضباط في سلاح مكافحة المخدرات
انه بينما كان في احدى استراحات مستشفى الأمل بالرياض
جرى بينه و بين بعض الشباب الذين يتلقون العلاج تاركين ورائهم
الأيام الموحشه في ظلمات الادمان مستقبلين أمامهم صفحة الاشراق
بعد التوبة و الرجوع الى جادة الصواب يقول الضابط :
تحدث الشباب عن اسباب متعدده دفعتهم إلى سلوك هذا الطريق
فشاب يقول : كنت صاحب خلق سوي لكن رفقاء السوء هم السبب
و آخر يقول : سافرت من هذا البلد المبارك الى احدى الدول بغيت
البحث عن الساعده الموهومة في الشهوات و المحرمات و لم اكن اعلم
ان السعادة شيء و اللذة شيء آخر نعم عدت الي بلادي و لكن عدت مدمنا .
و اسباب مثيرة يطول لها عجب ذوي الالباب لكن كان هناك أمر هو أعجب مما ذكر .
لقد تحدث الشباب و اباحوا بما تكن صدورهم الا شاب يبلغ من العمر 17 ربيعا
بقي مستمعا دون ان يتفوه بأي كلمة , و كنت أظن أن هذا الشاب ينتظر أن يفتح له
الباب ليتحدث فسألته : و أنت ما قصتك ؟ ما سبب إدمانك ؟
و لكن سرعان ما خاب املي عندما وجدت في وجهه مشاعر الحرج و الارتباك
و كأنه يقول : ليتك لم تسأل , و على كل حال انتهى اللقاء المفيد بالوداع و السلام
و في طريق لأخرج من المستشفى إذا بالشاب يستوقفني و بدأ بالاعتذار عن عدم
إجابته أمام الشباب فقلت له ان الامر عادي فقد يشعر الانسان بالحرج و بشرته
أن التائب من النب كمن لا ذنب له , فقال الشاب : و لكن لم يكن هذا الامر
الذي يمنعني عن الاجابه فالشباب كلهم يعلمون أنني اتعاطى الهروين المخدر
لكني لا احب ان أفصح عن سبب ادماني و مع هذا سأحدثك عن نفسي :
عشت أيام طفولتي بكل حنان بين والدي و اخواتي حتى بلغت من العمر 15
و كنت ادرس في المرحلة المتوسطه و في يوم من الايام دخلت غرفة والدي
فوجدته على غير حاله الطبيعيه كان بيده مسحوق يضعه على ورقة قصدير
و يقوم باستنشاقه و لم اكن اعلم ما يجري و قبل هذا فانا اريد ان اكون رجلا
مثل ابي لأنه ( كما أظن أبي ) تقدمت اليه و بدافع بريء من حب الاستطلاع و التقليد
طلبت ان اشاركه و لكنه انتهرني و طردني من الغرفه بعد التهديد بالضرب
خرجت من الغرفه و المنظر لم يفارق مخيلتي ابدا و مرت الايام و دخلت
على ابي مرة اخرى و هو على حال شبيهة باتي رأيتها في المرة الأولى
و من جديد ثارت في نفسي شهوة التقليد حتى طغت على ما تقدم من التهديد
كررت طلبي من والدي ان يشركني معه ووسط الحاح مستمر قدم الي شيئا من
المسحوق و لكنه اشترط علي ( لأنه الوالد المشفق الحريص على مصلحتي )
أن لا اقوم بتعاطيه . و ليته توقف عند هذه الكلمة فتهون المصيبه لكنه و للأسف
اشترط علي : أن لا اقوم بتعاطيه أمامه بل في الغرفة الأخرى !!!
ذهبت الى الغرفة الاخرى ... استنشقت المسحوق... و دخلت بعدها عالم الادمان
و ما زلت في هذه الدوامه حتى علم أحد افراد الاسره الغيورين ... حضر الي
و قام جزاه الله عني خيرا بنصحي و ارشادي ثم قام بالتصال بالمسؤلين بالمستشفى
فهبوا لإنقاذي من الهاوية التي وقعت فيها , إنني اداري نفسي فلعلها تسلو
بيومي عن امسي لكن بقي من الأمس ما لا يمكن أن انساه ابدا ... و هو :
أن اكون انا الضحيه و الجاني هو أبي ؟ !!!
إنه جرح غائر في القلب ... فأنى لجرح القلب أن يلتئم .

و نأسف للاطاله