كهف مهجور تحيط به الظلمة من كل مكان ,,,
وعاصفة في الخارج تجبر اوراق الشجر ان تصدر اصواتاً عالية تضرب بها جدران الكهف
والخفافيش تشكل دوامة تحيط بي من كل حدب وصوب راكضة خلفي بلا هوادة ...!!
اين المفر يا إلهي ,,,,
الدمع يسيل ولكن ما فائدته في هذه اللحظة فلا منقذ ولا مستصرخ
جلست القرفصاء في مكاني وقلت وكلي يأس (( لا اله الا الله سبحانك اني كنت من الظالمين))
افكار سوداء دارت في نفسي ,,,
فالظلام كان حالكاً ,,,,,
والضوء يا للسخرية !! لا يوجد ضوء حتى ,,
ليل دجى يمنعني سواده حتى من رؤية اصابعي كفي ...!!
صوت عواء الذئاب يصم الآذان والقوارض الصغيرة تحفر في الجدران...
إلهي وكأن بي اسمع كل شئ في ادق تفاصيله حتى دبيب النمل اكاد احس به ....
ويحي من وحدتي هنا اين ناسي ؟؟؟!! اين هم رفقاء دربي ؟؟؟!!
يالقسوتهم كيف يتركونني وحدي اهيم في منتصف كهف لا حياة فيه ...!!
استغرقت في البكاء صامتةَ ورددت ((لا اله الا الله سبحانك اني كنت من الظالمين))
وقلت لنفسي حتى لو ان الصباح طلع والشمس اشرقت كيف بالنور اين يصل الى هذه
الكهف المقفر الميت ....!!! اني هالكة لا محال ...!! هالكة بلا جدال ...!!
فسرعان ما ساستنفذ الاوكسجين الموجود ..!! فلا شربة ماء او كسرة خبزة اسكت بها جوعي ..!!
وقفت واردت ان امشي متلمسة الجدران فما كدت اقطع بضع خطوات حتى وقعت متعثرة بحجر كبير كان لي بالمرصاد ادى الى جريح بليغ بساقي ....
فرحت اضرب بقبضتي على الارض ساخطة باكية فتذكرت قوله سبحانه ((انه لا ييأس من روح الله الا القوم الظالمون))
فعدت الى نفسي اسألها أتريدين ان تموتي هكذا من غير قتال ؟؟؟ هل اذعنتِ ؟؟ هل استسلمت ؟؟
اين ما كنت ترددينه دائماً من قول الشاعر
اذا غامرت بشرف مرومٍ **** فلا تقنعن بما دون النجوم
فطعم الموت في امر صغيرٍ *** كطعم الموت في امر عظيم
نهضت وتحاملت على نفسي بساقي الجريحة ومشيت ومشيت ساعات ظننتها اياماً لطولها
ولكنها كانت ساعات يحدوها الامل والإيمان ..
ومع بزوغ خيوط الفجر الاولــى ...
رأيت بقعة ضوء صغيرة تظهر لي من بعيد ...
فجررت ساقي مسرعة مستبشرة لاتجه نحوها لاجد ما كنت ابحث عنه
بقعة ضوء صغيرة تعني الامل والآمال والنجـــاة ...
من كل تلك الخربشات اردت فقط ان اقول
ان الحياة من غير ايمان وامل لا تساوي شيئاً ...........!!!!
تحياتـــــــــــــــــــــــــــــي
العرض الشجري
