وحيد أنا هنا
وحيد أنا بين الظلام
وحيد أنا بين الأوهام
أين أنتم يا أهلى ؟ أين أنتم يا من أحن لكم ؟
أين أنتم يا من لحمى ودمى ؟
منكم .. أسألكم عن حالكم وأنا ههنا هائم ضائع بين أراضى الغربة ، مشتتة نفسى متناثرة .
تحتاج إلى من يأويها فيجمعها ثم يحميها .
فلا أمان ههنا ، ولا راحة للبال .
رغم كثرة الناس إلا أننى فى صحراء خالية .
فهم غرباء عنى بعيدون منى ، كارهون لى .
تراهم تارة يمدحون ، وتارة تراهم يذمون .
فلا أنا منهم حتى أذمهم فيسكتون .
ولا أنا ذو بأس أخيفهم فيرتدعون .
يا أهلى أنتم بقلبى وقلبى متشبث بكم ، متمسك بخلقكم وطيبكم وعاداتكم يعتز بها ويفتخر بأنه من أهلها .
لم تزل صورتكم فى جنانى مؤصدة بقفل الشوق .
لم يغيرها غرابة المكان أو مرارة الزمان .
يالهف نفسى للقياكم ومقابلتكم لتقر عينى بكم .
لعمرى سعيد هو من بين أهله موجود ، فذلك والله من الأمانى .
يارب اجمعنى معهم ، فلا أنا ناظر السعادة ههنا ، على ألقاها هناك .
وقد قال الشاعر :
سأضرب فى طول البلاد وعرضها
أنال مرادى أو أموت غريبا
فإن تلفت نفسى فلله درهــا
وإن سلمت كان الرجوع قريبا
|