ذَات لَيْلَة بَارِدَه جَمِيْلَه
تَمْلَأَهَا الْطُمَأْنِيْنَه وَيَتَغَنَّى الْسُّكُوْن هَمْسَا بِمَسَامِع الْبَشَر
يُدَوِّن فِي السِّجِلَّات أَنَّه الْحَادِي عَشَر مِن مَارِس
وُلِدْت أَنا وَالْحُزْن سَوِيِّا
لَا أَعْلَم مَاذَا كَان يُرِيْد مِنِّي وَلَم أَعْلَم مِن يَكُن حِيْنَهَا
كَانَت الْظُّرُوْف جَمِيْلَه بِالْنِسْبَه لِي وَرَغْم وُجُوْدِه بِمَمْلَكَتِي
إِلَا انَّه لَم يَتَجَرَّأ أَن يَقْتَرِب مِنِّي
وَلَكِنَّنِي شَعَرْت بِأَن صِلَتُنَا بِبَعْض سَتُصْبِح حَمِيْمِه يَوْمَا مِّن الْأَيَّام
تَوَالَت الْأَيَّام وَالَسِنِيْن
بَدَأَت تَتَّضِح لِي الْصُوْرَه يَوْمَا بَعْد يَوْم
وَلَكِنَّنِي لَا أَرَى إِلَا سَوَاد حَالِك
يَتَرَدَّد عَلَى أَلْسِنَة الْبَشَر تَحْت مُسَمَّى وَاحِد
حُزْن
حُزْن
حُزْن
وَفِي كُل يَوْم أُعْطِي نَفْسِي أَمَل أَنَّهَا مُجَرَّد أَوْهَام وَتَزُوْل
وَلَكِنَّه أسْتُوّطُنَّنِي
حِيْنَهَا أَسْتَنْفِر كُل شَيْء بِجَسَدِي وَتَحَدَّثَت الْمَشَاعِر نِيَابَة عَن الْكُل
لِمَاذَا أَنْت هُنَا!! وَلِمَاذَا أَنَا بِالذَّات لَم يُجِبْنِي ..
بَدَأ يَتَغَلْغَل بِكَيَانِي عَن كَثَب
يَصِل لِنُقْطَة مُعَيَّنَه وَيَقِف
شَعَرْت بِالْتَّشَتُّت دَاخِلَيْا وَكُل يَوْم أُكَرِّرُهَا لَه لِمَاذَا انْت هُنَا؟؟
وَمِمَّا سَبَبُه لِي ذَلِك الْصِّرَاع الْدَّاخِلِي أَرَدْت أَن أَبُوْح لْمُذْكْرة الْحَيَاه
بِمَا يُخَالِجَنِي مِن شَعُوَر وَدِدْت أَن أَكْتُب قِصَّتِي مَع ذَلِك الْحُزْن الْغَرْيِب
لَم أَكُن أَعْلَم مَاذَا تُخَبِّي لِي الْأَيَّام
"" أَحْزَان تُسْدِل مِن ذَاكِرَه مَثُّقَوْبَه لْجَسَد بِلَا رُوْح ""
وَفِي الْوَاحِد وَالْعِشْرِيْن مِن فَبْرَايِر تُوُفِّي قَلْبِي
أُنْتُهِكَت حُرْمَة عَيْنِي وَسَال دَمْعُهَا
أُغْتُصِب الْجُنُوْن مَشَاعِرِي
ذَهَبَت بِنَفْسِي حَيْثُمَا لَا أَجِدُنِي تَمَنَّيْت أَنَّنِي لَم أَكُن أَنَا
لَا أُرِيْدُنِي فلا أُلَام رَحَل أَبِي تَهَشَّمَت تِلْك الْمَمْلَكَه الْجَمِيلَه
أُسَوِّد الْعَالَم مِن حَوْلِي وَأَسْتَسْلَمّت جَمِيْع قُوَاي لِلْحُزْن
وَمَا أَرْأُفْنِي بِحَالِي أَن الْحُزْن رَثَّانِي وَمَا أرأْفَه بِي
سَلِّمْنِي قَلِمَه لَأَصْبَح كَاتِبَته الْمُفَضَّله
عَلِمْت حِيْنَهَا أَنَّنَا وُلِدْنَا لِنَكُن لِبَعْض
وَأَصْبَح أَنِيْسِي وَرَفِيْقا لِرَحَلْتِي
تَقَاسَّمَنا الْزَّمَن سَوِيّا فَوَيْلِي مِنْه مِن زَمَن
فَبِرَبِك أَيُّهَا الْزَّمَن لِمَاذَا هَذَا الْتَّنَكُّر أَهْدَيْتُك عُمْرِي وَبَسْمَة أَيَّامِي
وَبِكُل بَسَاطّه تَهْدِيْنِي الْغُمُوْض وَتَرْحَل رَحَلُوْا مَعَك أَنَاسِي وَنَسُوْنِي الأخِلَّه
قَتَلُوَنِي أَحِبَّتِي قَتَلُوَنِي ..