قد يكون ذلك سهلا في نظرك أستاذه ( صَمْت ) لو كان شيئاً عابراً وقتياً ..
لايعني لكِ شيئاً ..
ولكن هل تستطيعي بعد ان تعودتِ على هذا ( الماضِ ) الجميل في حياتكِ
والذي هو بمثابة وردة جوريي قدمت لكِ من إنسان يعرِف معنى الحب الحقيقي ..
ويقدر قيمة الجمال هل تستطيعي ان تنسي هذهِ الوردَة بسهولة ..
أن تغيب عنكِ رائحة عطرهاالمميِّز هذا وهي وردة مابالكِ لوكانت مجموعة ورود؟
هل تستطيعِ ان تغادرِ منزلُكِ او مكان عملكِ دون أن تصطبحِي بوجهها الجميل
أن تُلقِي عليها تحية الصّباح وتعدي برؤيتها وتَتَفَاءَلِي بِهَا؟
بل هل تستطيعي أن تأوي لفراشُكَِ دون أن تتذكريهَا..دون ان يمرُّ طيفها بخيالكِ؟
ربما كانت بداية حُلم جمِيل تسعدِي به وتتذكريه طوال حياتُكِ ..
ربما كان دافعاً لكِ على العَطَاء..
وعلى ان تنظري للغد بإشرَاق .. وللحياة بتفاؤل وأمل ..
نعم فأن ( المَاضِ ) المؤرق في حياة كل منا قد يكون كثيروقد يكون مزعجاً
ولكن الذكريات الجميلة أكثر لو عرفنا كيف ننظر لها لو عرفنا نستثمرها لصالحنا
وكذلك الحال مع المواقف الحياتية والتجارب الانسانية التي نمر بها باستمرار
ما نحتاجه هو تغيير نظرتنا القاصرة والسلبية والتقليدية والتشاؤمية للحياة ..
لمنظر أكثر اتساعا وايجابية وتفاؤليَّة!!
ما نحتاجه هو التوقف عن تلك اللحظات الجميلة في حياتنا حتى لو كانت قصيرة
ومن ثم اطالة أمدها بالتخيل .. وهذا ليس عيبا..
تخيلي هذه اللحظات الجميلة القصيرة قصة رائعة ذات حلقات متتابعة ..
أو اجزاء متصلة؟
ما ان تنتهي حلقة جميلة حتى تعقبها حلقة أجمل وأجمل وحينئذ سوف تصبح
هذه اللحظة الجميلة التي لم تتجاوز دقائق أو ساعات معدودة ..
تصبح بمثابة قلب كبير دقاته هي تباشير الفرح .. نبضه هي الحياة نفسها ..
مساحته هي الحب الكبير ردهاته هي الطرق المضيئة بالشموع الموصلة للسعادة
والواعدة بمستقبل مشرق بإذن الله!!
( مَاضٍ ) جميل يمرُّ علينا فيُمضي دون ان نتذكره دون ان نتوقف عنده
فقط نكتفي بالمرور بجانبه ونقرأ لوحاتها الارشادية الجانبية بطول الطريق ..
التي تذكرنا بأننا جاوزنا مكانا يُقال له ( مَاضِ ) ..
سنوات طويلة من أعمارنا تنقضي دون ان نوثق أحداثنا الجميلة معها ..
دون ان نسجل لحظاتنا الرائعة معها رغم مقدرتنا على ذلك؟
وحين يأتي من يُشجعنا على تسجيلها والاهتمام بها نعود بالذاكرة للوراء لنتحسَّر
على تلك اللحظات الرائعة من عمرنا ..
و ( المَاضِ ) الجميل الذي كان بامكاننا ان نحياه يومياً ونعيشه ..
وكأنه أمام أعيننا وبين أيدينا؟
ترى هل تشعري الآن بحنين لماضِ تقادم عهده .. لمنزل قديم ولدتِ فيه ..
وعشتي فيه طفولتك بحلاوتها بمرارتها .. لمدرسة عُشتي فيها ..
أجمل سنوات عمرك؟ أسأل الله ان يمدُّ لكِ فيه؟
مرة أخرى هل تشعري بحنين جارف لزملاء الدراسة .. لأماكن مازلتي تتذكري
زواياها وجدرانها وأسقفها .. لأشخاص ما زالت ذكراهم عالقة في مخيلتكِ
لا تريد ان تخرج منها؟
وهلاَّ حاولتي بالفعل زيارة مثل هذه الأماكن التي قد تعني لك شيئاً ..
وهل حاولتِ الوقوف عليها وتأمل ذكرياتك معها .. بل وهلاّ حاولت التواصل
مع أولئك الأشخاص المميزين الذين تركوا بصمة مميزة في حياتك؟
إن لم تفعلي فحاولي مجرد محاولة ..
وحينئذ سوف تشعري بشعور مختلف .. شعور لا استطيع ان اقول عنه سوى
انكِ لن تأسفِ حينماتعيشيه وأخالكِ الآن بدأتِ في استحضاربعض من تلك الصور
والذكريات،؟
وما عليك سوى ان تستمتعي بهاوتنعمي بما انتِ فيه والى مزيد من السعادة بإذن الله
/
/
/
إنتـَــر
ترى كيف اشرح لكِ ..
ما اريده منكِ؟
بأي لغة اصل إليكِ ..
هل بلغة ( الصَّمْت ) ..
وأنتِ من علمني أياه ..
وحثني عليه؟
/
/
هل لابد ان اتكلم بلساني ..
كي تفهمي حالي ..
هل لابد أن افرك شفتي ..
لأعبِّر عمَّا في نفسي؟
هل لابد ان أسمِعك صوتي..
لأطلب ما أريد؟
/
/
ألا يكفي أن ( اصمُت ) ..
لتعرفي ما اريد؟
ألا يكفي أن تري دموعي ..
لتعرفي مغزاها؟
/
/
ألستِ تقولي ..
أنكِ تفهمني ..
من مجرد النظر إلي ..
أنك تعرفي مابي ..
من خلال ( صَمْتِي ) ..
/
/
أليس الحب إحساساً ..
كما علمتيني أنتِ؟
أليست الحياة أنفاساً ..
كما أذقتيني أنتِ؟
فلمَ معي ..
يُنسى كل شيء؟
/
/
ألم تسمعي بلغة العيون؟
عفواً أقصُد لغة ( الصَّمت )؟
كيف لا وأنتِ ( الصَّمْت ) كلُّه!!
كلتاهما لغة أليس كذلك؟
واي لغة!!
كلتاهما أبلغ من اي كلام؟
نعم ..
كلتاهما سهام ..
وأيما سهام؟
.