....... على الرصيف .......
على رصيف المطار وقفت انتظرها ... ليس لكي أستقبلها ، ولكن لكي أقول لها إلى اللقاء !!
تخيلوا عندما يصبح رصيف المطار هو آخر العالم . نعم لقد أحسست بهذا وأنا أنتظر
وعندما حضرت أمامي متشحة بسواد الستر محتشمة بعفاف وطهر . نور كان يشع من أعطافها
هكذا رأيتها ، قبلت جبهتا وكان الزحام شديد في تلك الليلة أو نفسي هي التي كانت في زحام
.......لحظة الوداع .......
لا أحب لحظات الوداع .. أحب أن أستقبل لا أن أودع ولكن .......
كان يجب أن أكون هناك قلت لها إلى اللقاء ، وسارت وسارت كل عواطفي كل أحاسيسي حتى فؤادي سار خلفها ، ثم غابت في الزحام ما عدت أراها . هنا فقط عرفت معنى الوداع الذي كنت أتهرب منه طوال حياتي وعذرت نفسي على هروبي الدائم منه.
لوعة الفراق أكثر من يحس بها هو المودع . يا ويح نفسي على هذا الإحساس القاتل الذي أحسه إحساس لا يوصف ألم . حيرة . زفرات حتى الدموع جفت ولم تسابق أحاسيسي ، وربما كان هذا أكثر ما أتعبني .
.......وحيد .......
فجأة ودون أي مقدمات اختفى كل من في ذلك المبنى وانطفأت الأنوار ، الجو كأنه ينذر بمطر ريح عاصفة كان يدوي صوتها في داخلي صفيرها غريب ، حتى ما تحمله تلك الريح ما كان يضرب وجهي بل كان يعصر فؤادي بحثت عن مرافقيّ في تلك الرحلة الصعبة فلم أجد سوى وجوه امتلأت أعينها بالدمع ، ولكن لماذا أنا ؟
أنا الوحيد الذي لم أكن ابكي برغم كل ما يجيش بداخلي من الم !!!!!
....... العودة .......
خرجت من ذلك المبنى الكئيب إلى العالم الكبير فوجدته حزيناً حزن قلبي ، الطريق أصبح ليس له نهاية متى سينتهي ؟ متى سأدخل غرفتي ؟
أريد أن أبكي وحدي ربما تحن على مقلتاي ؟ دمعة أو اثنتين قد أرتاح قليلاً .
وتلك الليلة خرج سيل لم يخرج مثله من عيني ، وعند الصباح رأيتني مرتاح بعض الشيء إلا أنه مازال في الحلق غصة لم أنم صحيح ولكني حلمت بها كثيراً .
أتمنى من الله لها التوفيق وعودتها سالمة
مع تحياتي وعبير المسك