العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 12-08-2003, 02:23 AM   رقم المشاركة : 1
أبو فيصل
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية أبو فيصل
 





أبو فيصل غير متصل

القوي الشديد

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


إذا آويت إلى ركن شديد.. فأنت شديد.

إذا آويت إلى ركن ضعيف.. فأنت ضعيف.
في الدنيا أشياء واضحة، وأشياء مزخرفة..

فمن الواضحة: ذلك القوي الشديد، الذي هو حقا كذلك، وذلك الضعيف الهزيل، الذي هو حقا كذلك.

ومن المزخرفة: ذلك الذي يبدو قويا شديدا، وهو في حقيقته ضعيف هزيل.

والإنسان دائما ما يخطئ: يتجه يطلب الركن الشديد، فينحدر إلى ضده، فيلزمه، ويتمسك به، مخدوعا بزخرفه، يطلب العزة عنده، وما عنده إلا الذلة.

{واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا}.

الله قوي شديد، والراكن إليه في حرز من الأمن، والعزة، والكافرون ضعفاء، والراكن إليهم في خوف، وذلة، وقد يخيل للمرء أن لهم شدة وقوة، لكن ذلك إنما هو كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، وليس بماء، فهذا مثلٌ لمن يبدو قويا شديدا، وهو في الحقيقة ضعيف هزيل.
وما عساهم أن يصنعوا بقوتهم، والقوة لله جميعا؟..

وما عساهم أن يصنعوا بقوتهم، والأمر لله، يقول للشيء: كن؛ فيكون؟..

وما عساهم أن يصنعوا بقوتهم، والله من ورائهم محيط، وهو مالكهم، ومالك قوتهم؟.

وهل يقدر العباد مهما بلغوا، ومهما صنعوا، أن ينازعوا ربهم الذي خلقهم، وأحياهم، وأماتهم؟.

ألم يهلك الله عادا، {إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد}؟، الذين قالوا: من أشد منا قوة، فرد الله عليهم: {أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}.

وأمام هذه الحقيقة يتساءل المرء:

ما بال الناس يركنون إلى الضعفاء، إلى الكفار، يطلبون عندهم العزة، والمنعة، والشدة؟.

ما بالهم يطلبون العزة عند من سيكفرون بهم، ويكونون عليهم ضدا، يذلونهم، ويستعبدونهم؟.

ما بالهم يطلبون العزة عند من لا يخلص لهم في رأي، ولا ينصح لهم في شيء؟.

ما بالهم يطلبون العزة عند من تبينت عداوته، وكيده، وجرب الناس منه الخديعة والخذلان؟.

- {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }.

- {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}.

اتخذوهم أولياء، وركنوا إليهم، خشية على دنياهم، وطلبا للعزة، فما نالهم إلا الندم والذلة..

- {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}.

- {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا}.

وبين سبحانه أنه لا ولي للمؤمنين، ولا ركن لهم يأوون إليه إلا هو سبحانه وتعالى فمن آوى إلى ركن الله تعالى، أواه الله، وحماه، وأعزه، ونصره، حيث له القوة جميعا، قال تعالى:

- {إن بطش ربك لشديد}.

- {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}.

- {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا}.

- {إنه قوي شديد}.

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.. اعتز الأنبياء بالله تعالى، وركنوا إليه، فنصرهم، وأعز جانبهم..

واعتز محمد صلى الله عليه وسلم بربه تعالى، وركن إليه، فأعزه ونصره..

واعتز أصحابه من بعده بالله تعالى، وركنوا إليه، واتخذوه وليا ونصيرا، فأعزهم، ونصرهم، وأعلى ذكرهم، وأبقاهم قدوة وأئمة يهتدى بهم..

وهكذا الأئمة من بعدهم، الذين نصروا الإسلام، وسار بذكرهم الركبان والأجيال:

- {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}.

- {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين* إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون}.

- {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.

أما من طلب العزة والنصرة من غير القوي الجبار سبحانه، فما ذاق إلا الذلة والهوان:
فرعون اعتز بنفسه، فأذله الله..

النمرود اعتز بنفسه، فأذله الله..

وأبو جهل اعتز بآلهته، فأذله الله..

فارس والروم اعتزت بقوتها، كـ"عاد"، فمزقها الله، ودمرها، وأذلها..

دول الطوائف في الأندلس اعتزت وركنت إلى النصارى، وقدمت إليهم ولاءها، وأعانتهم على إخوتها في الإسلام حبا وطمعا في الملك، فذلت، وهزمت، وزالت من الوجود على أيدي من ابتغوا عندها العزة..

الشيوعية اعتزت وتكبرت بإلحادها، فتحطمت وتلاشت، ولم يبق لها من ذكر إلا الخزي واللعنة.

وهكذا، ففي كل قرن وجيل مثال وعبرة، تُظهر الحق، وتدمغ الباطل.. لمن يفهم.

وعجلة التاريخ يدور بنفس الطريقة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالسنة لا تتغير:

من ركن إلى الله تعالى عزّ.. ومن ركن إلى غيره ذل.

- {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


أبو فيصل






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:24 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية