بنو هلال.. احذروا النمر الجريح!
صلاح بن سعيد الزهراني - الرياض
قرأت في إحدى الصحف تعليقاً لأحد لاعبي الاتحاد وهم في اليابان يقول: (دعوا الهلال يتمتع بالصدارة حتى نعود)، كلمة لا أذكر قائلها من فريق الاتحاد، قد يكون بوشروان وقد يكون غيره، ولكنها صدرت عن أحد أعضاء فريق الاتحاد، الفريق الذي كتبت عنه قبل فترة متمنياً له كل التوفيق، وفي يوم المباراة الأخيرة والفاصلة من اليابان أعددت مقالة لتهنئة الاتحاد بل الشعب السعودي بنموره العائدين بالنصر، لكن الله لم يكتب لهم التوفيق، وبالتالي مزقتها وأنا أذرف الدمع لخسارة الفريق الذي يمثل بلادي، ولا ألومهم في ذلك، فكرة القدم مكسب وخسارة والمنافسة الشريفة بين الفرق السعودية مطلوبة، والمساندة للفرق السعودية أمام الفرق الخارجية حق وواجب على كل من يشعر بالانتماء إلى هذه الأرض وهذا الوطن، وأعذروني فمع كبر السن تضيع بعض الأمور إلا الحقائق، فهي نور أفكاري، فدعوا الهلال ولملموا ما لحق بكم من جراح.
وأعود للموضوع يا أبناء الهلال، لقد أعلنها فرد من أبناء النمور، وأعتقد أنكم أهل لقبول هذا التحدي، فهل أنتم على استعداد للبذل والعطاء لتثبتوا لكافة الأندية أنكم أسياد آسيا على مر الزمن إن لم يكن لمائة عام قادمة.
إن المسؤولية تقتضي من الجميع أن ينتبه لطبيعة ونوع التحدي، والطرف الآخر هنا ليس ناديا ريفيا أو محدودا، إنه ناد كان ينافس على البطولة الآسيوية، لذا فإن الأمر يقتضي احترام الخصم، وإعداد العدة، والعدة هنا عرق وجهد.
الاتحاد أو النمر الجريح ينافسكم على البطولة، وحبي لكم يقتضي أن أنبه إلى ضرورة الاستعداد للمنافسة، الاستعداد للقاء المرتقب، فبعض الأندية لا تستأسد إلا أمامكم، وللناس فيما يعشقون مذاهب، قد يسعى الاتحاد لتحسين صورته على حسابكم، ولست بمقالتي هذه أشوه صورة أحد، أو أستعدي أحدا على أحد، ولكني أدق الناقوس لأنبه لخطر قادم حتى لا يدهم هلالي المفضل، وأقول لشبيه الريح إن لم تكن أسداً أكلتك النمور، وجه لاعبيك بحزم ومدربيهم، ليفهموا أن هذا التحدي إلى النخاع لا إلى العظم فقط، هذا رجاء من هلالي قديم حريص كل الحرص على بقاء الهلال في مكانته المرموقة اللائقة به وبمشجعيه، فقد كنت في الثمانينات والتسعينات الهجرية نلتقي أحياناً مع أمير الهلال هذلول بن عبدالعزيز والأمير الدكتور عبدالعزيز والأستاذ تركي السديري والعجروش والحمدان ولا أنسى أبو مساعد قائد الرعيل الأول، وكانوا أشداء مع اللاعبين بعد إعطائهم حقوقهم كانت لا تتعدى مئات الريالات، ولكن كان الشعور بالانتماء وحب الشعار هو الحافز للفوز، فما ردكم يا أبناء الهلال من إدارة ولاعبين وجماهير محبة وفية، هل قبلتم التحدي، وهل تكونوا أهلاً له، أم يطمع فيكم الطامعون، وأنا على ثقة بأنكم أهل للتحدي وبإذن الله قادرون على زرع البسمة على وجوه محبيكم، فالإدارة القوية إذا اقترنت بالتخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق المتقن تصنع المعجزات، والهلال دائماً يصنع المعجزات، بجهود إداراته المتعاقبة الواثقة الواعية وبأيدي لاعبيه المخلصين، وبمؤازرة الجماهير الواعية المحبة لهذا الكيان العظيم.
فإذا كان الاتحاديون هم النمور فأنتم الأسود التي تحمي عرينها وتذود عنه بكل ما أوتيت من قوة، الهلال هو القمر في سماء الخالدين، الهلال هو مالك النفس وملء العين والقلب، الهلال هو عشقي الدائم، وأسوق هذا التحذير للهلاليين ولا أغني عنهم من الله شيئاً وكفاهم الله شر الحاسدين، وكما قال يعقوب عليه السلام لبنيه حين أمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة خوفاً عليهم من الحسد، فالاتحاد ونموره لا يستهان بهم.
العرض الشجري
