أعتذر"للزهور"...وخاص ة الحمراء
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها..
وحرمتها من العيش في بستانها..
ثم شممتها ولغيري أهديتها..
وبعدما لفظت أخر انفاسها رميتها ودستها..
أعتذر"للبحر
لأني عشقته بجنون..
وطعنته في خواطري بالمليون..
وأضفت إليه الغدر في هدوئه..
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته..
أعتذر "للقاء
لأني كتبت عن الرحيل والواداع ..
ولأني جردته من قاموسي الملتاع..
ولأني أصبحت خاضعة للقدر
فأمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله كثيرا..
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء..
أعتذر "لأمي
لأنها تألمت عند ولادتي ..
وسهرت على نشأتي ورعايتي..
فتبكي على بكائي..
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي..
وتسقم لسقمي.
.وتتعافى بمعافاتي..
وصبرت وتحملت طيشي وأزعاجي
وتجاوزت عن أخطائي..
وتذكرت حسناتي .. أعــــــــتذر
لأني لن أصبح بعد اليوم ليلاه..
ولن أصبح اليوم أملا سكنه ودنياه..
ولن أصبح اليوم أمه وأخته..
ولن أصبح صديقه وحافظ أسراره..
ولن امسح بعد اليوم دموعه..
ولن أبكي مع بكاءه..
ولن أتسامر مع أطيافه..
ولن أنتظر رسائله..
واتتبع خواطره وأشعاره..
ولن أتفاخر بعشقه..
لأني أنهيت كل شي بعدما ضاع الأمل..
أعتذر"للحبيب
الذي أمتدحني في أشعاره..
وشهر بي أمام احبابه..
ووهبني قلبه ودموعه وكبريائه..
وجعلني مصدر ثقته العمياء..
وفضلني على كل أقوامه..
أعـــــــــتذر
للحياة حينما اتهمتها بالقسوة..
وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء..
ووللجبال لأني أنسبه الي..
وللدموع حينما جمدتها بالعين ..
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه..
أعتذر"لكلمة أعتذر
لأني أدخلتها في بحور شتي من الإعتذار ..
فشكرا وعذرا
وأدمعت عيناها عندما سمعت أعتذاراتى
فلقد عدت إليك بعدما رجعت لصوابي ورشدي
سكــر
لعباراتك سلاسة ولبوحك صدى ومعانة ولتعابيرك شخصية رائعة
لقد غصت مع هذا البوح الخفي وأعجبت به فإلى الأمام وبالتوفيق
تقبل ودي الذي لا يتلاشى