وعليكُم السَّلام وَرَحمَة الله وَبَرَكَاته ..
أهلاً أستَاذه ( مَلاك ) ..
/
/
تَرَاكِ أنتِ من جَعَلنِي أستَل قَلَمِي من غُمده لأعَبِّر ..
وَبِجَلاء عمَّا فِي دَوَاخلِي ..
ولأبُوح وَبِإفصَاح عَمَّا فِي مَكنُونَاتِي ولأقُول وَبِألَم ..
عَمَّا فِي نَفسِي إزَاء هَذَا المَصَاب الجَلَل ..
بِسَبَب توقِيعُكِ الذِي كُلَّمَا رَأيته يمثُل أمَامِي تَذَكَّرت
ذلك الحَدَث المُؤلِم .. فَلاتلُومِينِي أختَاه ..
عَلَى دمُوعكِ الحَيرَى التِي سَقَطَت وَأخَالهَا لازَالَت
تَتَسَاقَط وَبِغَزَارَة أيضاً !!
/
/
نَحنُ يبَنبَغِي أن نَكُون أقوِيَاء نَحو هَذِهِ الكَارِثَة المُؤلِمَة
لأنَّهَا إرَادَة الله وَحده .. وَلَيسَ لَنَا فِيهَا خَيَار ..
يا الله كَم يَحزُّ فِي نَفسِي أولئك ( الرُّضَّع )!!
الذِينَ نَفَقُوا..وَاللذِينَ قَضُوا وَهم لَمْ يَرُوا الحَيَاة بَعَد
لَمْ يُبصِرُوا النُّور حَتَّى الآن ..
مَايُؤلُمنِي حَقَّاً ..
أنهُم قَضُوا وَهُم يَحتَضنُون صدُور أمَّهَاتهُم وَالدمُوع
تَتَسَاقَط من أعينهُم كِمَا سَيل هَادِر يَأبَى أن يَقِف
مَهمَا حَاوَلنَا وَكَرَّرنَا المحَاولات تِبَاعَاً للحَد من تَدَفّقه
سَألتُكِ بِحَق الذِي لاتَضِيعُ وَدَائِعَه ..
بِحَق الذِي رَفَعَ السَّمَا بِلاعِمَد .. وَبِحَق الذِي يَقُول
للشَّيء كُن فَيَكُون .. ألاتَتَمَنِّي فِي تِلك اللحظَة ..
بالذَّات أن يَكُون لَدَيكِ المُصبَاح السِّحرِي لِتُؤمرِيهِ
وعَلَى الفَور أن ( يُطِيرُ ) بِكِ فِي عِبَاب السَّمَاء
فَوق الفَضَاء .. إلَى حَيثُ مَوقِع الحَدَث لِتَنتَشلِي ..
وَبِيَدَيكِ الحَانِيَة ..
أولئكَ ( الرُّضَّع ) الأبرِيَاء وَتُحطِّي بِهُم إلَى حَيثُ
الأمَان المَنشُود .. ألاتَتَمَنِّي ذلك قُولِي بِصَرَاحَة ..
بِصَوت خَافِت .. فَلا أحَد يَسمعُكِ سِوَاي؟
وإذَا كُنَّا نَتَألَّم لِفَقد ( رَضِيع ) وَاحِد فَقَط ..
وَنَحبِس الدّمُوع فِي مَآقِينَا وَنُدَارِيهَا خَجَلاً فَمَابَالُكِ
بِمَجمُوعَة ( رُضَّع ) يُدفَنَون وَبِشَكِل جمَاعِي؟
فَيَا الله تَخَيَّلِي هَؤلاء ( الرَّضَّع ) وكلاً منهُم قَضَى
وَفِي فَمِه ( مَصَّاصَة ) أوقِطعَة ( شَاكليت ) ..
يُسَلِّي بِهَا لِسَانه العَذب .. وَإذا بِه يُقضَى ..
وَهَذِهِ المَصَّاصَة فِي فَمه كَيف هُوَ الشَّعُور حِينَئِذٍ؟
/
/
إنتـَــر
أوااااه ..
كان طفلاً صغيراً ..
لم يُبصِر النُّور بَعَد ..
لمْ يَرَى الحياة ..
في الثانية من عمره ..
في عمر الزهور ..
يجري هنا ..
وهناك ..
يضحك هنا ..
وهناك ..
/
/
خرج ذات يوم ..
وما أسوأه ..
من منزل أبيه ..
في حُضن أمّه ..
خرجَ مبتسماً ..
فرجعت ( أمّه ) ..
وغاب هو؟
/
/
رجع ..
( جُثَّة ) هَامِدَه ..
ومعه شهادة رحيله ..
رحل !!
ولم يبق منه ..
سوى اسم جميل؟
/
/
وهاهي أمه ..
بكل حسرة تقول !!
آه يا حبيبي؟
ماذا حصلت ..
من شهادة ( وفاتك ) ..
سوى ..
رحيلك عني؟
سوى ..
ذكرى مؤلمة؟
سِوى آلام ..
في كل ليلة ..
ستظل ماثلة أمام عيني؟
سوى آهات حرى ..
تلازمني ما حييت؟
سوى شهادة غالية؟
ملطخة بـ ( الحَرِيق ) ..
أضمها لصدري ..
كلما تذكرتك؟
/
/
ذكرى مؤلمة ..
ولاشك ..
ولكن فيها كل شيء منك ..
شيء مِمَا أراده الله ..
رحمك الله يا عمري ..
رحمك الله يا طِفلِي ..
ياكل مافيني ..
وأكثرُ مِمَا فِينِي ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون؟
.