هناك قضايا متعدده في مجتمعنا السعودي، تحتاج إلى مناقشه وتقييم ورسم خطط إستراتيجية وخطوات تنفيذية للمعالجه. تشمل هذه القضايا (على سبيل المثال لا الحصر): جدوى تخصيص 30% فقط من درجة القبول في الكليات العلمية لمعدل الثانوية (في حين يتم تخصيص 30% لدرجة القدرات و 40% لدرجة التحصيلي)، جدوى إخضاع خريجي كليات المعلمين وغيرهم ممن يريد الإلتحاق بوظائف تعليمية لاختبار الكفايات (رغم أنهم خريجي كليات وجامعات سعودية)، ارتفاع معدلات البطالة، إرتفاع تكاليف الزواج، ارتفاع معدلات الطلاق، عدم انخفاض تكاليف المعيشة رغم أن الإقتصاديين توقعوا ذلك منذ عدة أشهر، الغش التجاري، ...... الخ. هذا لا يعني أنه ليس هناك إيجابيات في مجتمعنا السعودي، فهي أكثر من أن نحصرها بفضل الله وكرمه.
وبتتبعي لمناقشات هذه المواضيع وما هو على شاكلتها، أرى توجها نحو شخصنة المواضيع، ليبدأ الأشخاص المعنيون في الدفاع عن أنفسهم وفي نفي كل ما ذكرته الأرقام والتحليلات من استنتاجات ونتائج.
وبصفتنا جزء من هذا المجتمع الكبير، فإننا لا نناقش قضيه حتى نبدأ في ذكر أسماء أشخاص مرتبطين بها، ليبدأ الإنقسام حول الأشخاص (بين مؤيد ومعارض ومحايد) ، وينتهي المطاف بنا إلى نسيان القضية الأصل.
وإني هنا أتساءل: هل يمكن لنا أن نناقش قضية البطالة كقضية، بصرف النظر عن إسم وزير ومسؤولي العمل؟؟ هل يمكن لنا أن نناقش قضايا الصحة بصرف النظر عن أسماء المسؤولين بها؟؟ وهكذا في القضايا الأخرى، فإننا عادة ما نوجه نقاشنا إلى الأشخاص دون النظر إلى القضايا نفسها وإلى استراتيجيات العمل المطلوبة تجاهها، بصرف النظر عن من يتولى مسؤولية ذلك.
العرض الشجري
