لا تنسوا ملك الموت
تذكروا اخواني تذكروا ملك الموت..!!
تذكروا....!!!
أخي..أختاه
كم ستعيشون في هذه الدنيا ؟ سنتين سنة ؟؟ ثمانين سنة ... مائة سنة ...ألف سنة ...ثم ماذا ؟!!
ثم موت ... ثم بعث الى جنان النعيم أو في نار الجحيم ..
اخوتي
تيقنوا حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك الى غيرك فهو في الطريق إليك .... وأعلموا أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلى الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة فريدة لا حبيبات ولا أموال ولا صاحبات ....
تخيلوا انفسكم وقد نزل بك الموت وجاء الملك فجذب روحك من قدميك ..
تذكروا ظلمة القبر ووحدته وضيقه ووحشته وهول مطلعه ....!!
تذكروا هيئة الملكين وهما يقعدانك ويسألانك ....
تذكروا كيف يكون جسمك بعد الموت ؟ تقطعت أوصالكم وتفتت عظامكم وبلى جسدكم وأصبحت قوتا للديدان ...!!!
ثم ينفخ في الصور .. إنها صيحة العرض على الله فتسمعون الصوت فيطير فؤادكم ويشيب رأسكم فتخرجيون مغبرين حافين عارين قد رجت الارض وبست الجبال وشخصت الابصار لتلك الاهوال وطارت الصحائف وقلق الخائف ...!!
فكم من عجوز تقول : واشيبتاه !! وكم من كبيرة تنادي واخيبتاه وكم من شابه تصيح واشباباه ..!!
برزت النار فأحرقت وزفرت النار غضبا فمزقت وتقطعت الافئدة وتفرقت ...والاحداق قد سالت والاعناق قد مالت والالوان وقد حالت , والمحن قد توالت ...
تذكروا مذلتكم في ذلك اليوم وانفرادكم بخوفكم وأحزانكم , وهمومكم وغمومكم وذنوبكم , وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمعون إلا همسا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى , قد ملئت القلوب رعبا وذهلت المرضعة عن رضيعها وأسقطت الحامل حملها ,....
وتتبرئون حينها من بنيكم وأمهاتكم وآبائكم وأزواجكم وأخوانكم.ز ....
تذكري تلك المواقف والاهوال يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب ...
تذكروا يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف كم في كتابكم من زلل وكم في عملكم من خلل ؟!!!!
تذكروا يوم يقال لكم : هيا ..اعبروا الصراط ....
تذكروا يوم يناديكم بأسمكم بين الخلائق , يا فلان بن فلان : هيا الى العرض على الله فتقومون أنتم ولا يقوم غيركم لأنكم أنتم المطلوبون ....
تذكري حينئذ ضعفك وشدة خوفك وأنهيار أعصابك وخفقان قلبك وقفت بين يدي الملك الحق المبين الذي كنتم تهربيون منه ويدعوكم فتصديون عنه وقفتم وبيدكم صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها فتقرئؤونها بلسان كليل وقلب كسير , قد عمكم الحياء والخوف من الله فبأي لسان تجيبونه حين يسألكم عن عمركم وشبابكم وعلمكم ومالكم ... وبأي قدم تقفون غدا بين يديه وبأي عين تنظرون إليه وبأي قلب تجيبون عليه ...
ماذا تقولون غدا له عندما يقول الملك : يا أمتي : لماذا لم تجليني , لماذا لم تستحي مني لماذا لم تراقبيني , أمتي : أستخففت بنظري إليك ألم أحسن إليك ألم أنعم عليك ؟!!!!
احبائي
ألا تصبرون على طاعة الله هذه الأيام القليلة وهذه اللحظات السريعة ..لتفوزوا الفوز العظيم وتتمتعوا بالنعيم المقيم ...!
وفقكم الله يا أمة الله...أسعدكم الله في دنياكم وأخراكم ورفع درجتكم وهداكم الى سبيل الرشاد . اتمنى ان تكونوا دائما مقبلين على الله تعالى لامدبرين عنه.
تحياتي لكم: الشوق
العرض الشجري
