\
/
بسم الله الرحمن الرحيم
السلاّم عليكم ورحمة الله وبركآته ..
،
مساء معطر ّ برآئحة المسك ّ الفوآحـّه .. ومسآء مبخّر
برآئحة الدُخنَــةِ الأرِجَـةِ ..
قد نثرت لكم في السابق مقالات ومواضيع أتاحت وسنحت
لكم الفرصه ّ في التعبير عن أرائهم وأبدائها ..
لكن لكل قاعدة شذوذ .. البعض أبدى رأيه بكل سلاسّه
وبكل إحترام وشفافيّه ودبلوماسيّه .. والبعض الآخر لم يتبع
الإسلوب السليم والقويم الخالي من أية إعوآجاج للتعبير
عن مآيجوب ويجول في ذهنه وخآطره .. !
نحن .. بشر ّ لا نخلو من سقطات وزلات اللسان ولا نخلو من
سبق اللسان للفكر .. كثير من يجعل لسانه يسبق فكره
وفي النهايه يعض أصابع الندم ويقول : ياليت ما كان لم يكن ّ !
لكن لا تجدي نفعا ً الندامه والحسرّه .. وهذأ لا يعني بإنك لم
تستفيد شيئا ً.. إنما انت ّ حصلت على درس قاسي وتجربه
جميله قد تنتفع بها في الغد وفي المستقبل الذي يحمل لك
خبايا منها السيئه ومنها الجيده .. ]
أي بمعنى : الدروس لا تأتي دوما ً من الأفعال إنما قد تأتي من الأقوال ..
فحآول إنتهآز الفرص والدروس والإستفاده منها ّ .
\
لم أضع هذا المقال لمجرد التصفح ّ لتزاويقه ّ إنما وضعته من باب
الأخذ بفوائده وتوظيفها التوظيف السليم في المواقف المقابله
لتلك الفائده .. ]
عندما تجادل شخصا ً ما .. لا تحاول تسبيق الأمور وأن تقوم
بالرد عليه دون المعرفه بما سيتفوه به .. فهذا قد يؤدي
إلى مالا يحمد عقباه من خلق المشاحنات فيتحول النقاش
والجدل الهادئ إلى جدل صاخب وعقيم ومن المحتمل جدا
أن يتحول إلى معركه جدليّه وعدم تقبل وجهات بعضهم بعضا ً ..
فلا تسيئ السمع وتتعجل في الإجابه .. إجعل للتريث دورا ً
كبيرا ً في الإنصات والإصغآء .. كمآ قيل :
[ أساء سمعاً فأساء إجابة
]
أي بمعنى : لا تجعل العجله وعدم التروي أن يغلبان عليك حآول
بمجهودك أن تصنع من التريّث والإنصات مبدأ التفاهم والرضا .
[ إذا كان القول فنا ً فإجعل الإصغاء فنا ً ]
\
هنا في منتدى الود .. لآ نفتقد أصحاب القلم والورقه
بقدر ما نفقد كيفيّه تعامل تلك الأقلام مع الموقف والفكره بحد ذاتها ..
فـ إذا حصل ّ وخاض إثنان في مضمار المحاوره والنقاش عن فكره وموضوع معيّن
لابد أن يحترم الطرفين وجهة نظر كل من الآخر وإن كانت وجهة نظره لا تصيب الحقيقة !
فإن إحترام وجهات النظر يخلق الإقناع والإتفاق ويجهض والغضب والضجر
وحدة النقاش .. ]
أي بمعنى : العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها .
\
الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار وهذا أمر مؤكد
وثابت لكن كيف لنا تفادي هذا الخلاف إن كان مقرون بالجدل والحوار .. ؟
هنا يكمن السؤال ويندرج التساؤل ؟..
إن حاول خصمك الشد ّ بحواره وحاول الإستهزاء منك ووضعك في دائرة
التحرج والإتهام زورا ً وبهتانا ً .. لابد منك أن تعامله بطريقه مغايره
إطلاقا ً .. !
بحيث أنك تـُرخي وتجاريه بكل فتور وبرود لكن دون أن تخرج
عن إطار الحوار والنقاش ] لا تقابل الكلام اللاذع بكلام
أشد قوه منه ولا تقابل سوء الكلام بكلام أسوء وأقل قيمة منه .. ]
كن كما إنت .. [ وعامل الآخرين بـ أخلاقك ]
أي بمعنى : إجعل من جدلك درسا ً مثاليا ً لمن هو أسوء منك جدلا ً .
\
الإفراط في الجدل ومجاوزة الحد المطلوب قد يـٌفقد القصد ويشتت الموضوع ..
وهذآ نسج ينسجه كثير منا .. وقد أكون أنا منهم في بعض الأحيآن ..
لذا كلأمي موجهه لي قبل أن يكون موجهه لكم في هذه النقطه بالتحديد
فلا تـُكثر من المجادله في المواقف العصيبه .. فهناك بعض المواقف يجب أن
تؤخذ بها قرارات حازمه لا أن تخوض بها بحكم أن الجدل لا يجدي نفعا ً
في تلك المواقف .. ]
قد قرأت عن قصة وردت في كتاب [ كليلة ودمنه ] للمترجم : عبدالله بن المقفع .
في إيجاز ودقه.. تقول القصه :
كان هناك رجل وخادم .. إتفقا على سرقة منزل فقال الرجل للخادم : إذأ غاب
أهل البيت قم بمناداتي .. !
فعند غياب أهل البيت .. أخبر الخادم صاحبه فأقبل حتى دخل البيت .. وبعد دقائق
من دخول الرجل قُرع الباب ّ .. فأمر الخادم الرجل بخفيّه أن يخرج من باب آخر بجواره
جب الماء فإنطلق الرجل إلى الباب فوجد الباب لكن لم يجد جـُب الماء فرجع
إليه وقآل : أمآ الباب فوجدته وأما الجب فلم أجده . فقال : أيها الأحمق وما تصنع بالجب ّ ؟
أنا دللتك به لتعرف الباب فإذ قد وجدت طريقاً للمفر إنج بنفسك .. فقال له : لم يكن
ذلك صدقا ً فلِم َ ذكرت الجب ّ إذا َ ؟ فقال له : ويحك ّ إذهب ودع عنك الحمق والتردد ّ ..!
فقال له : كيف أذهب وإنت َ خلطت الحابل بالنابل ذكرت الجبٌ وهو ليس موجود !
فتم ّ على تلك التساؤلات حتى دخل ربّ البيت فأمسك ّ الرجل .. ]
أي بمعنى : نستنبط من تلك القصه ، بأن الجدل ليس دوما ً يجدي نفعا ً
وحاول إقتناء الوقت المناسب للجدل والعكس صحيح .
[ إضافه ]
عبر وموآعظ ودروس مفيده .. وأمثله مضروبه لا تعود إلا
بالنفع لنا .. طأبع جميل له مذاق أجمل من ناحية
الفلسفه والحكم ّ المستخلصه من بعض القصص ،
فبآدروا بقراءة كتاب [ كليلة ودمنه ]
كتآب له طعم يختلف عن باقي الكتب ..
\
لا تكن عبوسا ً بوجه من تجادله بل كن مستبشرا ومتبسما ً من باب
إحترامك له وإياك واستصغار من تخآطبه والاستهزاء به .. فهذا إن
دل على شي فهو حتما ً يدل على إستصغارك للموضوع والنقأش . !
وهذا ليس من أداب الحوار والجدل ..
و أيضا ً .. إن كنت على صواب هذا لا يعني بأنك تستصغر
رأي الآخرين وتحاول تغافل وجهآت نظرهم ولا تعطيهم
المجال في العطاء والمجادله .. !
أي بمعنى : الإحترام متبادلا ً وإن كانت الوجهات مختلفه ّ .
\
أخيرا ً ..
لا يجب أن تقول كل ما تعرف ... ولكن يجب أن تعرف كل ما تقول ]
المناطحه بالأفكار أمرا ً مرغوبا ً وقد تكون عند البعض بمثآبة
هوايه ومتعه ولذه فكريه .. لكن لأ تجعل من اللذه مراره دائمه .. !
كــُن على يقين ..
ليس هدفي من الموضوع تحصيل إيرادات
بقدر مآ أرنو إلى تعميم الفائده وترويجها .. ]
::
[ رونق قلمي
] ّ ،
الإبتسامه ّ جميله لها لونها وإنعكاسها الأجمل من الجمآل نفسه ّ ]
لكن .. [ الضحك ّ ] أمر ُ عجيب .. فـ إضحك !
\
/
العرض الشجري
