شخصيات الحب
أولا أهلا وسهلا بكم أخواني وأخواتي في المنتدى وأتمنى لكم وقتا سعيدا وأن تكونوا في صحة وعافيه. وأن تقبلوا مني هذي المساهمة وعسى أن يكون عنوان المساهمة مناسب لما فيها.
فهناك شخصيات متنوعة وعديدة كلا لها طابعها الخاص عندما تحب إنسانا لها فهناك من يفهم معنى الحب وهناك من يدخل في عالم الحب ولا يفهمه وعسى أن تكون السطور القادمة تظهر ولو شيء بسيط من ذلك...
هناك من يحبك بجنون، ويسعى جاهدا لأصبتك بعدوى هذا الحنون، ولا يستوعب رفضك لمشاعره بسهوله... فيحاصرك بجيش من المشاعر المرفوضة... ويفرض وجوده اللامرغوب على حياتك... ويمارس عليك غيرة غير مباحة... لا يعترف بمشاعرك الخاصة وأحلامك الخاصة... هو لا يكتفي بأن يحبك... بل يحملك جميل هذا الحب... فيصبح لزاما عليك أن تحبه وان تبارك هذا الحب... وان لم تفعل فإنه ينعتك بقائمة من الصفات المرفوضة إنسانيا...
وهناك من تحبه بجنون... فتكون مصيبتك العظمى حين يدرك حجم هذا الجنون... فيتفنن في إيذائك... وكأنه ينتقم منك لأنك تحبه... فيتمادى في الغياب ليذيقك مر افتقاده... ويتمادى في الهجر ليصبح ليلك أطول... ويتفنن في تعذيبك ليصبح موتك أبطأ... ثم يفاجئك بنهاية تكسرك وترضي غروره...
وهناك من يحبك بصدق... فيعاملك معاملة الورد... يحبك بصمت... ويحترمك بصمت... ويتمناك بينه وبين نفسه... ويمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك إذا رآك مشغولا بآخر... فيكتفي بالحب من اجل الحب... ويحتفظ بك صوره جميله.. في ذاكرة نقية... فإذا ما أحبطته الأيام في حلمه... تمنى لك الخير صادقا... وانسحب بهدوء الأحلام...
وهناك من تبادله الحب... فيضمك إلى ممتلكاته الخاصة باسم الحب... ويحاصرك بغيرته المبالغ بها... فيسجنك بدائرة الممنوعات... يحصي عليك أنفاسك... وتمتد يد غيرته لتبعثر أحلامك أن خلت منه... ويسلبك ابسط حقوقك في التعبير عن مشاعرك تجاه الآخرين... فيجعلك في حالة صراع دائم... بين ما كان وما يجب أن يكون...
وهناك من يغادر حياتك... فيترك خلفه فراغا باتساع السماء... فتحاول جاهدا ملء الفراغ خلفه... فتتعرف على من يستحق ومن لا يستحق... وتتخبط في علاقاتك كي تنساه... أحيانا تنجح وفي معظم الأحيان... لا.
وهناك من يجعلك تندم على معرفته... فيسقيك الإحساس بالندم كلما التقيته أو تحدثت معه... موافقه تخذلك... وتصرفاته تخجلك... فتتمنى بينك وبين نفسك لو أن الزمان يعود إلى الوراء كي لا تقترب منه... ولا تكرر خطاك الفادح في التعرف عليه... لكنك عند كل أمنيه محبطه تكتشف أن الزمان لا يعود إلى الوراء... وان وجوده قد أصبح واقعا قد لا يمكنك التخلص منه... وعندما لا تملك سوى الاعتذار لنفسك على هذه المعرفة... وتتجرع الندم بصمت.
وهناك من يطيل الوقوف أمام بوابة أحلامك يستجديك نبض قلبك ويلح بإصرار... فإذا ما اطمأننت له... ووثقت به... وأذنت له بالدخول... عاث بمدينة أحلامك فسادا... وشوه أجمل الأشياء في قلبك... وخلفك وراءه نادما على ثقه لم تكن في أهلها...
وهناك من يتسلل إلى حياتك بعد أن يملأ حقيبته بأحلامك وأمانيك وسعادتك وأيام عمرك... ليفجعك في صباح اليوم التالي بكل هذه الأشياء... ويترك أحساسا متضخما بسذاجتك...
وهناك من يدخل حياتك بلا استئذان... يقدم لك الحب فوق أوراق الورد... يحملك إلى عالم آخر... يحول حياتك إلى عالم خرافي... يشعر بمسؤوليته تجاهك... وقوم اعوجاجك... ويعلمك الصدق في الحب... والإخلاص لهذا الحب... يحول سوادك إلى بياض... وتلوثك إلى نقاء... وليلك إلى نهار... وظلمتك إلى شمس... يمتزج بك... ويتحول مع الوقت إلى قطعة منك... فيكون عينك التي ترى بها... وقلبك الذي تعشق به... وحبك السري الذي يربطك بالحياة... وهذا النوع من البشر يجعلك تعيش مسكونا بالرعب من فقدانه... فإذا ما ضاع منك في زحمة الأيام... بكيته بحرقة... حتى خيل إليك انك ستبكيه العمر كله000000000