السجن عزيزي مثله مثل أي مكان آخر ..
ما أشرت عليه أنت .. أنه وســيلة ..‘ ولا ..‘ لم يكن السجن يا أخي كذلك .‘ لا بالمفهوم المنطقي
ولا المتسريِل..
كل من أشرت إليهم أنت ‘ أو بالأصح أشار لهم الكاتب ..
هم مجموعة ممن أبدعوا سواء بعلوم دين أو دنيا ...
وانا قد توقعت ذالك وأشرت لك إلى ما حدث إلى سيدنا يوسف
قبل أن يدخل المتنبي الزنزانة ‘ هو شــاعر .. بل سوغ الكثير من النقاد رحابة فكره ونفاذ صوره
وبلاغة معانيه إلى عامل الفــقر والعوز ..
وقبل أن يدخل الإمام إبن حنبل وعلى مدار دوار خلافة المسلمين على أربع
من الخـلفاء ‘ وهو إمام أمة وحبــر .. والكل يعرف قصته ..
وما أعرفه عن هتــلر أنه طاغية ومتمرد .. وأنا هنا لا أستغرب أن يكون السجن له دوره ..
بالرغم أيضا .. أن السجن ليس وسيلة تجعل الإنسان يمنطق نفسه على منطق الشر ..
كل ما أردت قوله - وانا الذي لم أقرأ كتبا ذات علاقة أو مختصة عن هكذا موضوع - ما أردت قوله :
أن الظروف المعيشية المتمثلة في الحــرمان .. والمنــع ...والـقمع .. والإساءة .. وأيضا الفقـر
وقس على ذالك ..
أقول هي من أهم المؤثرات التي تنعكس بإيجابية على شخصية الإنسان ..
وأعود لأقول لك كما قلت في ردي الأول عليك ..
لم أعمم .. ولن أعمم ..
لذلك قد تسمع بمن يقول ( الإبداع يأتي من رحم المعاناة ) ومقولة أخرى مماثلة ..
الحـــاجة أم الإختراع ..
والإستشهادات تطول ..
ولكن هذا لا يمنع أن أتفق معك نوعا ما فيما قلت ..
وكما أن منع الأطفال من ممارسة ما يحلو لهم ويتناسب و مرحلتهم العمرية ..
عمل لا تحمد عقـباه ..
أيضا إعطائهم الضوء الأخضر وعدم إحساسهم أن ( لا ) ممكنه كما هي
( نعم ) فيما يرغبون ..‘
هو عمل لا تحمد عقبــاه ..
وأتذكر قصة قريبة لهذا ..‘ يقال أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رأى ولدا صغيـرا
متخايلا في مشيه ‘ فضربه بسوطه وآلمه ‘ فقالت له أم المؤمنين حفصة : لمه ..
فقال : رأيته أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها له .
ولا ضرر ولا ضرار .. يجب علينا توطين أنفسنا أولا .. على بدائيات كهذه ..
قبل غيرنا وقبل أطفالنا .. وقبل أي شيء آخر ..
فمثل ما لك..عليك ..
وبالمناسبة .. أصحح بدوري أيضا ‘‘ ما جاء في استشهادي في ردي الأول عليك ..
الخــليفة ( الوليد إبن عبد الملك )
ليس الوليد بن اليزيد .. وإن كان إبن أخيه أكثر فسقا منه ..
أشكـــــرك ..