يقول أبو نواس في خمرياته
إذا العشرين من شعبان ولــّت // فواصل شرب َ ليلك َ بالنهار ِ
ولا تشرب ْ بأقداح ٍ صغار ٍ // فقد ضاق الزمان ُ على الصغار ِ
تفسير البيتين :-
(( عندما كان ابو نواس يعربد في حاناته ولأنهُ رجلُ شرابٍ من الطرازِ الأول ( وأولاد ) من الطراز النادر ؛ قدم ناصحا بالإستزادةِ من فعلِ الشهوات والإكتفاء بها ما أمكن للتنفيس عن رمضان وحرمته ))
عندما يضج هاتفك النقال بعدد لا بأس به من الرسائل المتواترة فهذا ليس دليلا على أهمية
الشخص بقدر أهمية المناسبة التي جعلت من لا أرى لهم ظلا طوال العام يتوافدون تباعا على
صندوقي الشارد !
أحدهم يرسل أخرى بها ( زغروطه ) وكأنه يريدني أن أربط خصري لأهز !
أحد شباب العزبة سعيد؛ هو لم يستطع أن يخفي إبسامته العارمة التي شقت محياه
بقدوم رمضان يقول إنه لن يتنازل عن مشاهدة أي حلقه من باب الحاره لقاء حضور ٍ
مبكر لأحد السهرات في أحد الإستراحات ..
وأنا اقول أن النسيان نعمه ..‘ أو هم يقولون !
في حضرة الهَذَيــَـان ! أنسى ان هناك شي في الوجود أسمه ( نسيــان )
والمشكله أن حياتي كلها هذيــان !
بغير إرادتي كثيرا ما أتذكر من لا يستحق واقسو كثيرا على قلبي لأمرر إليه مشاهد
مؤلمه لا أتذكر إلا إياها
ولا أدري حقيقة لماذا وجب علينا الشقاء تجاه أنبوب صغير أو ثقب ذكرياتي لا يوردنا إلا المهالك
لماذا لا أتذكر الاشياء الجميله / المفيده ..! لا ادري
عندما يحضر الطعام وأريد أن أقول بسم الله ( أنسى ) !
عندما انتهي أريد أن اقول الحمد لله ( أنسى ) !
في الدخول بالقدم اليسرى في الخلاء ( أنسى ) !
الشيطان ليس قادرا على إغوائنا فحسب .. بل هو قادر على إيلامنا ! ( وما فعل إذ فعل ولكن الله فعل به )
لا أعلم ما معنى ( تصفد الشياطين ) وكم شيطان يدب على هذه الأرض سوف
يصفـــد ؟ ولكنني أعلم مدى إمكانبة تلك الكبائر التي سوف تكون !
عندما يصبح شهر رمضان سلعة رخيصه يروجها أؤلائك القائمين بالذنب عبر وسائل رخيصة
وجب علينا الإحتراز ! فجميعنا مكلـــف كما أعتقد ! ولن يدخل إثنان ذو قرابه في قبر ٍ واحد !
في العام المنصرم أظهرت لنا جريدة المدينه مدى شنيعة الجرم الإنساني والخطئية التي
لا يعقبها خطئيه !
شاب وشابه في ( باركنق ) صغير يزنيان ! ومتى ؟ برمضان ! بالتحديد ؟ بنهاره ! ومن ثم ؟؟
ملك الموت ينزع روحيهما - ولا أتوقع والعلم عند الله- كما تنزع الشعرة من العجينه !
هل أحدثكم بشي ٍ منه !
في رمضان سوف يكثر المتسولون .. وسوف تزدان الشوارع يتجمهر الباعة على الأرصفة
وسوف يتسمّر الأهل على الشاشه - بالطبع بعد أن تودعهم لميس وطفلها زين إبن يحي آل مدري - وكأنهم إلى نصب ٍ يوفضون ؛
وسوف يصوم عني الكلام لكنني لا أعلم إن كان بقدرتي أن أزلج باب الذكريات
تماما ولا أن أنسى شباكه من ذالك .
( ياه ) كأنني أستمع إلى قرع طبول وأنظر لعيد ميلاد في العشر الأواخر منه وأتصور راقصة
على ملاءه حريرية تهز خصرها في أحد الفنادق الممنوعة الإقتراب !
وكأنني أرى ان هناك ( طويل عمر ) يرتشف فنجانا من القهوه الساخن في نهاره
على مقعده الخاص في طائرته الخاصه وبإرتفاع وقدره .. ! ؛ ولا يشاهد وهو في الأفق أن ثمة شاب أشعث أغبر من تحته؛ يذرع الأرض بمعوله ويمسح بساعده ما على جبينه من عرق؛ ويحتسب !
جميل رمضان بطقوسه وحفاوته ورخصه !
أما أنا فسأقول لمن كانوا مثلي من العاصين فقط ..
أنني لم اجد ما يختلف في رمضان عدى أن سيجارة ما بعد الشفق خير ٌ وألذ من تلك
التي تسبق الغسق !
و سيأتي رمضان وسيأتي العيد من بعده محاولا إسعادي بجبـّة جديدة
لولا أنني تجاوزت كل هذا وإني على إنتظار لخبر من نوع ِ آخر .. يزرع
تلك الإبتسامه على محياي كما كانت تزرعها أصغر قطعة حلوى على
مائدة الصباح ذات يوم .
كل عام والله يصلحني ويصلحكم زياده .
على ذكرى رمضان ..
العرض الشجري
