إغفروا خربشاتِ متتلمذةٍ في الأدب .. قد تكون أمسكت بالقلمِ قبل الأوان..
بلا مقدمه وبلا عنوان..
ذاتَ صباحٍ مشوبٍ بذراتِ ألمٍ معجونةٌ بدمي..
أفقتُ بلا غايه ولا مبرر .. مستلقيه بلا حراك وبلا أدنى دليل على الحياةِ التي دبت في أطرافي
بعد نصف الموته التي كانت تغشو محياي بسموٍ وهدوء..
كان كُل نبضٍ بقلبي بصدىً يتردد بالأجواء..ويلتهم السكون..فيتبدد هذا الأخير كما الضوء يبدد الظلام في كبدِ السماء..
ولكن أينَ السماء..؟؟
إني أرى جدرانآ بيضاء ويُعمي ذلك اللون عيني لكثرة ما حملقت بنصاعته..
كنتُ أهواهُ جدارآ عندما كانت صوركَ تزينه بكل عبثيه .. كان يضم طفولتي وخربشات الألوان الزيتيه والخشبيه ورسوماتٍ كثيره ..
أشجار و ورود .. طليته أكثر من مره وكأنني أُغطي طفولتي وأصبغ روحي بالبياض..!!
هههههه يا إلهي إني أتغزل بجدار...!!!
في كل يوم أُحس بأثقالِ الدنيا على رأسي تَنصَبُ كالماءِ المثلج..وتؤلمني كل خليه .. فأختار أن أُخدر نفسي بالعقاقير كي أنام..
فلا شيء يفيدُ كالنوم بهرجةُ الأحلام تسلبني والغياب اللامنتهي يسليني..
مضادات إكتئاب ..حبوب مسكنه ..منومه..لايهم ..أي شيء ما دمتُ سأغيب إلى هناك..
أما أنت مأخوذٌ قلبي بكَ حدَ التولعِ .. حدَ الجنون..وغلطي ياعزيزي أني أَوصلتُكَ حدَ الأنانيةِ والغرور..!!
فالكواكب ياعزيزي لا تدورُ في أفلاككَ ..فأرجوك توقف عن كل ذلك النزقِ الطفولي...
(ولكنكَ على مايبدو أخترتَ الأسلم وقررت الرحيل بكل حسناتك وكل كل عيوبك..)
ولكني لازلتُ أتذكرُ بعضاً من تفاصيلك...كنتُ أستطيع أن أراك وأستشف مايدورُ بعقلك وما بالأعماق...
ولكنه لم تعد هنا ذهبت بعيدآ ..بعيدآ إلى دنيا تتملكها المجهولات...
عيناكَ باردتان كمرمرٍ كفَ عن اللمعان..
لستُ أرى فيهما سوى هزائمي ورُفاتي ...
ماذا أَفعل أنا هنا؟؟؟ عندَ هذهِ الذكرى بالذات...
الألق هاهناك يناديني والليل المسربل بالسواد من حسِ البشر ...أسمع صوت عودٍ ونغم..
يئنُ بشده يحكي عذاب ..يحكي فراق ..في هذه الساعة بالذات منَ الليل تبدأُ الخرافات وحكايات الجدات
عن الجن..عن الأميرات..
يالها من فوضى .. ويالها من أفكارٍ غريبة تؤرقني الآن..!!
كيف أوصلني قلمي من الحديثِ عن الجدار إلى هنا الآن ؟؟
في عينيَ نصفُ إغماضه ..تستدعيني بشدةٍ وسأستجيب لإغرائها..