مشكلة الانتحار في المجتمع السعودي
بقلم: حسن المصطفى
بدأت في الآونة الأخيرة تظهر للسطح وبشكل لافت مشكلة الانتحار في المجتمع السعودي، والتي ذهب ضحيتها أفراد وفي أسوء الأحوال عائلة كاملة أو جزء منها، في حالة هستيرية ذات خاتمة مفجعة ومأساوية. في السابق كانت هذه القضايا قليلة أو لنقل تحت الستار، وفي كثير منها كان ضحاياها أفراد من العمالة الوافدة وبالتحديد الآسيوية والتي تقودها ظروف العمل أو سوء الحالة الاقتصادية والنفسية إلى الانتحار. أما الآن فلم تقتصر الحالة على العمالة الوافدة بل تعدتها لأرباب أسر يأتون طائشين ويطلقون النار على أهاليهم وأولادهم وفي الخاتمة ينتحرون، أو فتاة ذات سبعة عشر ربيعاً تُقدم على الانتحار بواسطة سم فئران لأسباب غامضة، هذا فضلا عن بعض الحالات التي تصل للمستشفيات والتي ينقذ فيها بعض الأفراد المقدمون على الانتحار ويتم علاجهم وإعادتهم للحياة ثانية، هذا ما تتداوله الجرائد اليومية، وما خفي يعلمه الله.
إنه من الضروري للغاية أن يتم التداول في هذه المشكلة وإن كانت محدودة وضيقة لمعرفة أسبابها ومؤدياتها ليتم تطويقها وعلاجها، لأن بقاءها ضمن دائرة المسكوت عنه والمحرم اجتماعيا الخوض فيه ومكاشفته، سيزيدها تعقيدا ويجعلها كالسرطان الخبيث الذي يستشري في جسد المجتمع، والناس يضعون رؤوسهم في الرمل كالنعام هربا من مواجهته. إن المسؤولية تقع على أهل الاختصاص من باحثين اجتماعيين وعلماء نفس وشريعة وأجهزة رسمية، من أجل دراسة المشكلة والوصول لتصور محدد الملامح لتداعياتها وإمكانية التغلب على سلبياتها، قبل أن يقع ضحيتها المزيد من الأبرياء. فالسكوت على المشكلة، وتكرار الخطاب الوعظي بصورة ببغاوية من أن الانتحار حرام ومصير مرتكبه النار لن يجدي شيئا ولن يحل المشكلة.