اختتمت القمة العربية التي بدأت صباح اليوم أعمالها في شرم الشيخ بمصر بعد حالة من الإرباك التي سادت الجلسة الثانية للقمة إثر مشادة كلامية بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز.
وأكد البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على الرفض المطلق لضرب العراق والامتناع عن المشاركة في أي عدوان على بغداد أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية باعتباره تهديدا للأمن القومي العربي.
وأشاد البيان بالتعاون العراقي مع المفتشين الدوليين داعيا إلى منح فرق التفتيش المهلة الكاملة ودعوتها لتوخي الموضوعية. كما أشاد البيان بالمواقف العالمية المؤيدة لعدم استخدام القوة ضد العراق.
وأوضح البيان أنه تم تكليف مملكة البحرين بتشكيل لجنة تضم كل من البحرين ولبنان وتونس باعتبارها تمثل الرئاسة الحالية والسابقة والقادمة للقمة العربية والأمين العام ومن يرغب من الدول الأعضاء، وستقوم بزيارة بغداد والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من أجل العمل على تجنب الحرب على العراق.
كما استنكر البيان ما يتردد من محاولات لفرض تغييرات في المنطقة. ولم يشر البيان إلى المبادرة الإماراتية الداعية إلى تخلي الرئيس العراقي صدام حسين عن السلطة.
وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حذر في الجلسة الافتتاحية للقمة من أن طرح فكرة تغيير النظام العراقي قد يكون سابقة يتلوها تغيير كل الأنظمة العربية "من بغداد إلى موريتانيا"، ودعا القادة العرب لتشكيل لجنة رئاسية عربية لزيارة الولايات المتحدة من أجل العمل على حل سلمي في العراق.
معمر القذافي أثناء إلقاء كلمته أمام القمة مشادة كلامية وعقدت الجلسة الختامية للقمة العربية بعد مشادة كلامية خلال الجلسة العلنية بين الزعيم الليبي وولي العهد السعودي.
ووقع التلاسن أثناء إلقاء القذافي كلمته أمام الجلسة العلنية للقمة أشار فيها إلى أنه عندما اجتاح العراق الكويت عام 1990 اتصل بالعاهل السعودي الملك فهد بن عبد عزيز وقال له إن "المعلومات التي عندي أن القوات الأميركية تتدفق على السعودية، وقال أميركا دولة عظمى، وقال لي العراق له نوايا باجتياح السعودية بعد الكويت ولهذا فقد أصبح العراق مصدر قلق لدول الجوار في الخليج، وأميركا أصبحت حامية لتلك الدول".
وأوضح القذافي أن الملك فهد قال له إن السعودية ستلجأ إلى الولايات المتحدة لمواجهة الخطر العراقي وإنها على استعداد "للتحالف مع الشيطان" لدرء التهديد العراقي.
لكن الأمير عبد الله قاطعه على الفور قائلا "كلامك مردود عليه، السعودية ليست عميلة للاستعمار، أنت من جاء بك إلى الحكم، لا تتكلم في أشياء ليس لك فيها حظ ولا نصيب، الكذب أمامك والقبر قدامك".
وقد قطع البث التلفزيوني المباشر للجلسة العلنية فور وقوع هذه المشادة. ولكن وفقا لتسجيلات تلفزيونات عربية تم الاستماع إليها فقد استمر العقيد القذافي في توجيه الاتهامات إلى المسؤول السعودي خاصة عن وجود قواعد أميركية في شبه الجزيرة العربية في حين غادر الأمير عبد الله مقعده بالقاعة.
( الجزيرة نت )